للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يختم، ثم يلم بأهله ثم يغتسل، ويخرج إلى صلاة الصبح (٣٨٦).

قلت: كان سليم بن عتر تابعيًّا جليلًا ثقة نبيلًا، وكان قاضيًا بمصر أيام معاوية وقاضّها، ثم قال أبو حاتم: روى عن أبي الدرداء، وعنه ابن زحر، ثم قال: حدثني محمد بن عوف، عن أبي صالح كاتب الليث، حدثني حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة قال: كان سليم ابن عتر من خير التابعين (٣٨٧).

وذكره ابن يونس في تاريخ مصر.

وقد روى ابن أبي داود عن مجاهد أنه كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء.

وعن منصور قال: كان علي الأزدي يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان (٣٨٨).

وعن إبراهيم بن سعد قال: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن.

قلت: وروي عن منصور بن زاذان: أنه كان يختم فيما بين الظهر والعصر، ويختم أخرى فيما بين المغرب والعشاء، وكانوا يؤخرونها قليلًا (٣٨٩).

وعن الإمام الشافعي، : أنه كان يختم في اليوم والليلة من شهر رمضان ختمتين، وفي غيره ختمة.

وعن أبي عبد الله البخاري -صاحب الصحيح- أنه كان يختم في الليلة ويومها من رمضان ختمة.

ومن غريب هذا وبديعه ما ذكره الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي قال: سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول: كان ابن الكاتب يختم بالنهار أربع ختمات، وبالليل أربع ختمات.

وهذا نادر جدا. فهذا وأمثاله من الصحيح عن السلف محمول إما على أنه ما بلغهم في ذلك حديث مما تقدم، أو أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرءونه مع هذه السرعة، والله أعلم.

قال الشيخ أبو زكريا النووي في كتابه التبيان بعد ذكر طرف مما تقدم: (والاختيار أن ذلك


(٣٨٦) - فضائل القرآن (ص ١٨٢ - ١٨٣)، وأورده الذهبي في السير (٤/ ١٣٢) من حديث ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد أن سليم بن عتر كان يقرأ القرآن كل ليلة ثلاث مرات ..
(٣٨٧) - الجرح والتعديل (٤/ ٢١١، ٢١٢).
(٣٨٨) - رواه ابن حبان في الثقات (٥/ ١٦٤ - ١٦٥).
(٣٨٩) - البيهقي (١٩٩٩)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٥٧ - ٥٨)، وابن حبان في الثقات (٧/ ٤٧٤) نحوه.