للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَتَادة، عن الحسن، عن سمرة قال: نزلت هذه الآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ يوم عرفة ورسول الله واقف على الموقف.

فأما ما رواه ابن جرير وابن مردويه والطبراني من طريق ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش بن عبد الله الصنعانى، عن ابن عبَّاس (١٠٠) قال: ولد نبيكم يوم الإثنين، وخرج من مكة يوم الإثنين، ودخل المدينة يوم الإثنين، [وفتح بدرًا يوم الإثنين، وأنزلت سورة المائدة يوم الإثنين، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾، ورفع الذكر يوم الإثنين] [١]. فإِنه أثر غريب، بإِسناده ضعيف.

وقد رواه الإِمام أحمد (١٠١) حدَّثنا موسى بن داود، حدَّثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حَنش الصنعاني، عن ابن عبَّاس قال: ولد النبي يوم الإثنين، واستنبئ


= فى "المجروحين" (٢/ ٨٦): كان ممن يروى المناكير عن المشاهير، فلما كثر فى روايته عن الثقات ما لا يشبه حديث الإثبات، حتَّى خرج عن حد العدالة إلى الجرح؛ فاستحق الترك".
وقال ابن عدى فى "الكامل" (٥/ ١٦٧٣): هو بين الأمر فى الضعفاء وهو في عداد من يضع الحديث متنًا وإسنادًا. وقَتَادة والحسن معروفان بالتدليس، وأيضا رواية الحسن عن سمرة مرسلة. والحديث أخرجه الطبرانى فى "الكبير" (٧/ ٢٦٦) (٦٩١٦) والبزار (٣/ ٤٨) (٢٢٠٧) من طريق محمد بن إسحاق به، وقال الهيثمى فى "مجمع الزوائد" (٧/ ١٧): رواه الطبرانى والبزار، وفيه عمر بن موسى ابن وجيه، وهو ضعيف.
(١٠٠) - أخرجه ابن جرير الطبري فى "تفسيره" (٩/ ٥٣٠) (١١١٠٩) والطبرانى فى "الكبير" (١٢/ ٢٣٧) (١٢٩٨٤)، وخالد بن أبي عمران هو التجيبى ثقة، وحنش بن عبد الله تابعى ثقة أيضًا. لكن فى إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. والحديث رواه أحمد فى "المسند" (١/ ٢٧٧) (٢٥٠٦) وليس فيه: "وأنزلت سورة المائدة … " وذكره الهيثمى فى "مجمع الزوائد" (١/ ٢٠١) وقال: "رواه أحمد والطبرانى فى "الكبير" وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح". وانظر أيضًا "المجمع" (٨/ ٢٢٣).
(تنبيه): وقع عند ابن كثير هنا فى التفسير: "ورفع الذكر" وكذا هو عند ابن جرير الطبري، وصرحه الشيخ محمود شاكر فقال: يعنى وفاة رسول الله ، بأبي هو وأمى - وانقطاع الوحى من بعد قبضه ولحاقه بالرفيق الأعلى. ا هـ. والذى عند الطبرانى فى "الكبير": "ورَفَعَ الركن" وهو الصواب عندى؛ ويؤيده ما وقع فى رواية "المسند": "ورَفَعَ الحجرَ الأسود يوم الاثنين" وأيضًا قد وقع فيه عند الطبرانى: "وتوفى يوم الاثنين" بعد ذكر: "رفع الركن" وهو ما فسر به الشيخ محمود شاكر "رفع الذكر"، والله أعلم.
(١٠١) - أخرجه أحمد (١/ ٢٧٧) (٢٥٠٦) وانظر السابق.