للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا رواه عبيد الله بن عمر وابن أبي ذئب، وغير واحد عن نافع.

فهذه الآثار ثابتة عن سلمان وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وابن عمر، وهو محكي عن علي وابن عباس. واختلف فيه عن عطاء والحسن البصري، وهو قول الزهري وربيعة ومالك وإليه ذهب الشافعي في القديم، وأومأ إليه في الجديد.

وقد روي من طريق سلمان الفارسي مرفوعًا، فقال ابن جرير (١٣٥):

حدثنا عمران بن بكار الكلاعي، حدثنا عبد العزيز بن موسى اللاحوني، حدثنا محمد بن دينار - وهو الطاحي - عن أبي إِياس معاوية بن قرّة، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي، عن رسول الله قال: "إِذا أرسل الرجل كلبه على الصيد، فأدركه وقد أكل منه؛ فليأكل ما بقي".

ثم قال ابن جرير (١٣٦): وفي إِسناد هذا الحديث نظر، وسعيد غير معلوم له سماع من سلمان، والثقات يروونه من كلام سلمان غير مرفوع.

وهذا الذي قاله ابن جرير صحيح، لكن قد روي هذا المعنى مرفوعًا من وجوه أخر.

فقال أبو داود (١٣٧): حدثنا محمد بن المنهال الضرير، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، أن أعرابيًّا يقال له: أبو ثعلبة قال: يا رسول الله، إِن لي كلابًا مكلبة، فأفتني في صيدها، فقال النبي : "إن كان لك كلاب مكلبة، فكل مما أمسكن عليك". فقال: ذكيًّا وغير ذكي، [قال: "نعم". قال] [١]: وإِن أكل منه؟ قال: "نعم وإِن أكل منه". فقال: يا رسول الله، أفتني في قوسي. قال: "كل ما ردت عليك قوسك". قال: "ذكيًّا وغير ذكي" [قال: وإن تغيب عني؟] [٢] قال: "وإِن تغيب عنك ما لم يَضِلَّ، أو تجد فيه أثرًا غير سهمك". قال: أفتنى في آنية المجوس إِذا اضطررنا اِليها، قال: " اغسلها وكل فيها ".

هكذا رواه أبو داود. وقد أخرجه النسائي.


(١٣٥) - تقدم بمتنه وإسناده رقم (٦٧).
(١٣٦) - انظر تفسير الطبرى (٩/ ٥٦٦).
(١٣٧) - تقدم رقم (٦٦).