للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من التابعين (١٩١).

وقد ثبت عن النبي من غير وجه، في الصحاح وغيرها، أنه كان إِذا توضأ تمضمض واستنشق، فاختلف الأئمة في ذلك: هل هما واجبان في الوضوء والغسل، كما هو مذهب أحمد بن حنبل ؟ أو مستحبان فيهما، كما هو مذهب الشافعي ومالك. لما ثبت


(١٩١) - انظر السنن الكبرى للبيهقى (١/ ٥٤) وحديث عمار: أخرجه الطيالسى (٦٤٥) والحميدي (١٤٦) والترمذي فى أبواب الطهارة، باب ما جاء فى تخليل اللحية، الحديث (٢٩)، وابن ماجة فى الطهارة باب: ماجاء فى تخليل اللحية، الحديث (٤٢٩) وابن جرير فى تفسيره (١١٤١٥)، والحاكم (١/ ١٤٩) من طريق سفيان بن عيينة عن عبد الكريم بن أبى المخارق أبى أمية عن حسان بن بلال قال: رأيت عمار بن ياسر توضأ فخلل لحيته، فقيل له - أو قال: فقلت له -: أتخلل لحيتك؟ قال: وما يمنعنى؛ ولقد رأيت رسول الله يخلل لحيته. قال الترمذى: وسمعت إسحاق بن منصور يقول: قال أحمد بن حنبل: قال ابن عيينة: لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث التخليل. اهـ. وقع فى رواية الحاكم "عبد الكريم الجزري" وهو وهم، والصواب: عبد الكريم بن أبى المخارق كما صرح به الترمذي، وانظر تعليق العلامة أحمد شاكر على سنن الترمذى. وعبد الكريم بن أبى الخارق قال أبو حاتم: ضعيف. وقال أبو زرعة: هو لين، الجرح والتعديل (٦/ ٦٠) وقال النسائى فى الضعفاء والمتروكين (ترجمة ٤٠١): متروك الحديث. وضعفه الحافظ فى "التقريب" ولكن أخرجه الحميدى (١٤٧)، والترمذى (٣٠) وابن ماجه (٤٢٩)، والحاكم (١/ ١٤٩) من طريق سفيان عن سعيد ابن أبى عروبة عن قتادة عن حسان بن بلال عن عمار، مثل رواية عبد الكريم، قال الحافظ ابن حجر فى "التلخيص" (١/ ٩٧): "وحسان ثقة، لكن لم يسمعه ابن عيينة من سعيد، ولا قتادة من حسان". وقال أبو محمد بن حزم فى "المحلى" (٢/ ٣٦): حديث عمار من طريق حسان بن بلال المزني وهو مجهول، وأيضًا لا يعرف له لقاء لعمار. وتعقبه ابن الملقن فى "البدر المنير" (٣/ ٣٩٨) بأن حسانًا روى عنه جماعة، وقال ابن المدينى: ثقة. وبأنه وقع فى الترمذي عن حسان قال: رأيت عمار ابن ياسر … فذكر الحديث وفى الطبرانى نحوه، قلت: فاندفعت علة ضعف حسان وكذلك الانقطاع بين حسان وعمار. وأمَّا قول الحافظ ابن حجر: "لم يسمعها ابن عيينة من سعيد فيرده قول سفيان عند الحاكم: "حدثنا سعيد" فقد صرح بسماعه من سعيد، والله أعلم. لكن بقيت علة واحدة وهى ما يخشى من تدليس قتادة فإنه معروف بذلك، لكن رواية سعيد عنه صحيحة وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث؟ فقال: لم يحدث بهذا أحد سوى ابن عيينة عن ابن أبى عروبة. قلت: صحيح؟ قال: لو كان صحيحًا لكان فى مصنفات ابن أبى عروبة ولم يذكر ابن عيينة فى هذا الحديث وهذا أيضا مما يوهنه.
قال الشيخ أحمد شاكر: وآخر الكلام مضطرب ولعل صوابه: "ولم يذكر ابن عيينة فى هذا الحديث سماعًا"، والحديث صححه الألبانى فى صحيح الترمذى (٢٧)، وصحيح ابن ماجه (٣٤٤) وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد فى مسنده (٦/ ٢٣٤)، والحاكم (١/ ١٥٠) من طريق عمر بن أبى وهب الخزاعى البصرى حدثنى موسى بن ثروان عن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعى عن عائشة=