للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : " [ويل للأعقاب من النار!] [١] ". قال [٢]: فما بقي في المسجد شريف ولا وضيع إِلا نظرت إِليه، يقلب عرقوبيه ينظر إِليهما (٢٢٨).

وحدثنا أبو كريب، حدثنا حسين، عن زائدة، عن ليث، حدثني عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة - أو عن أخي أبي أمامة - أن رسول الله أبصر قومًا يصلون، وفي عقب أحدهم، أو كعب أحدهم مثل موضع الدرهم، أو موضع الظفر لم يمسه الماء، فقال: "ويل للأعقاب من النار! ". قال: فجعل الرجل إِذا رأى في عقبه شيئًا لم يصبه الماء؛ أعاد وضوءه (٢٢٩).

ووجه الدلالة من هذه الأحاديث ظاهرة، وذلك أنه لو كان فرض الرجلين مسحهما، أو أنه يجوز ذلك فيهما - لما توعد على تركه؛ لأن المسح لا يستوعب جميع الرجل، بل يجري فيه ما يجري في مسح الخف، وهكذا وجَّه هذه [٣] الدلالة على الشيعة الإِمام أبو جعفر بن جرير، رحمه الله تعالى.

وقد روى مسلم [٤] في صحيحه من طريق أبي الزبير، عن جابر، عن عمر بن الخطاب - أن رجلًا توضأ، فترك موضع ظفر على قدمه، فأبصره النبي ، فقال: "ارجع فأحسن


(٢٢٨) - رواه في تفسيره (١٠/ ٧٣) (١١٥٢٥)، وفى إسناده عبيد الله بن زحر وثقه أبو زرعة والنسائى وأحمد في رواية والأكثر على تضعيفه ترجمته في التهذيب، وانظر أيضًا "الجرح والتعديل" (٥/ الترجمة ١٤٩٩) وعلى بن يزيد هو الألهانى قال الحافظ فى "التقريب" ضعيف. وقال العلامة أحمد شاكر فى تفسير الطبرى (٧/ ١٢٧) فى الكلام على عبيد الله بن زحر: "من تكلم فيه إنما هو من أجل نسخة يرويها عن علي بن يزيد الألهانى، الحمل فيها على على بن يزيد" وقد روى الحديث من طريق أخرى عن أبى أمامة وهى أيضًا ضعيفة انظر التالى.
(٢٢٩) - رواه ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٧٤) (١١٥٢٦) ورواه الطبرانى فى الكبير (٨/ ٣٤٧) (٨١٠٩) عن علي بن مسهر وفى (٨/ ٣٤٨ - ٣٤٩) (٨١١٦) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما قال: ثنا ليث فذكره ورواه الطبرانى فى الكبير أيضًا (٨١١٠ - ٨١١٢، ٨١١٤، ٨١١٥) من طرق عن ليث ابن أبى سليم نحوه. قال الهيثمى في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٤٥): رواه الطبرانى فى الكبير من طرق ففى بعضها عن أبى أمامة وأخيه، وفى بعضها عن أبى أمامة فقط، وفى بعضها عن أخيه فقط … ومدار طرقه كلها على ليث بن أبى سليم وقد اختلط".