للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم [١]: "من كان له بيت وخادم فهو ملك".

وهذا مرسل غريب.

وقال مالك: بيت وخادم وزوجة.

وقد ورد في الحديث: "من أصبح منكم معافى في جسده، آمنًا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" (٢٨٦).

وقوله: ﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ يعني عالمى زمانكم، فإنهم [٢] كانوا أشرف [٣] الناس في زمانهم، من اليونان، والقبط، وسائر أصناف بني آدم، كما قال: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ وقال تعالى إخبارًا عن موسى لما قالوا: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.

والمقصود أنهم كانوا أفضل أهل زمانهم، وإلا فهذه الأمة أشرف منهم وأفضل عند الله، وأكمل شريعة، وأقوم منهاجًا، وأكرم نبيًّا، وأعظم ملكًا، وأغزر أرزاقًا، وأكثر أموالاً وأولادًا، وأوسع مملكة، وأدوم عزًّا. قال الله تعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ وقال: [﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾. وقد ذكرنا الأحاديث المتواترة في فضل هذه الأمة، وشرفها، وكرمها عند الله ﷿ عند قوله تعالى] [٤]: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ﴾


= ابن بكار فى الموفقيات ولأبي داود فى مراسيله. فلت: هو فى مراسيل أبى داود (ص ١٨٠، ١٨١) رقم (٢٠٤) قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا أبو ضمرة عن زيد بن أسلم له، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحديث مرسل.
(تنبيه): قال العلامة محمود شاكر فى تعليقه على تفسير الطبرى: "والحديث خرجه السيوطى في "الدر المنثور" ولم ينسبه لابن جرير، ونسبه للزبير بن بكار فى الموفقيات، ولأبى داود فى مراسيله" قلت: بل عزاه لابن جرير فلعله يكون سقط من نسخة الشيخ . والله أعلم.
(٢٨٦) - روى هذا من حديث عبيد الله بن محصن الأنصارى، وأبى الدرداء، وابن عمر، وعلى، وعمر.
أمَّا حديث عبيد الله بن محصن: فرواه البخارى فى الأدب المفرد (٣٠٠) وفى التاريخ الكبير=