للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِلنَّاسِ﴾ من سورة آل عمران.

وروى ابن جرير عن ابن عباس، وأبي مالك، وسعيد بن جبير أنهم قالوا في قوله: ﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ يعني أمة محمدٍ (٢٨٧). وكأنهم أرادوا أن هذا الخطاب في قوله: ﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا﴾ مع هذه الأمة.

والجمهور على أنه خطاب من موسى لقومه، وهو محمول على عالمي زمانهم كما قدمنا.

وقيل: المراد ﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ يعني بذلك ما كان تعالى نزله عليهم من المن والسلوى، [ويظلهم به من الغمام] [١] وغير ذلك، مما كان تعالى يخصهم به من خوارق العادات، فالله أعلم.

ثم قال تعالى مخبرًا عن تحريض موسى لبني [٢] إسرائيل على الجهاد، والدخول إلى بيت المقدس، الذي كان بأيديهم في زمان أبيهم يعقوب، لما ارتحل هو وبنوه وأهله إلى بلاد مصر، أيام يوسف ، [ثم لم يزالوا بها حتى خرجوا مع موسى] [٣]، فوجدوا فيها قومًا من العمالقة الجبارين، قد استحوذوا عليها وتملكوها، فأمرهم رسول الله موسى بالدخول إليها، وبقتال أعدائهم، وبشرهم بالنصرة والظفر عليهم، فنكلوا وعصوا وخالفوا أمره؛ فعوقبوا بالذهاب في التيه، والتمادي في سيرهم حائرين، لا يدرون كيف يتوجهون إلى [٤]، مقصد مدة أربعين


= بمجموع حديثى الأنصارى وابن عمر، والله أعلم".
(٢٨٧) - أمَّا الرواية عن ابن عباس فى هذا فلم أجدها عند ابن جرير، بل الذى في تفسير ابن جرير (١٠/ ١٦٤): قال أبو جعفر: اختلف فيمن عنوا بهذا الخطاب فقال بعضهم: عنى به أمة محمد ثم قال: ذكر من قال ذلك وذكر الأثر عن أبى مالك وسعيد بن جبير، ثم قال: وقال آخرون: عنى به قوم موسى ثم نقل ذلك عن مجاهد، وابن عباس وقد تقدم تخريج أثر ابن عباس هذا برقم (٢٨٧).
وأمَّا الرواة عن أبى مالك وسعيد بن جبير، فقد أخرجها ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ١٦٤) (١١٦٣٧) حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان عن السدى عن أبى مالك وسعيد بن جبير. وسفيان بن وكيع ضعيف ضعفه أبو حاتم والبخارى وغيرهما، قال الحافظ فى "التقريب": "كان صدوقًا إلَّا أنه ابتلى بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه" ويحيى ابن يمان قال فيه الحافظ فى "التقريب": صدوق عابد يخطئ كثيرًا وقد تغير.