للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة، عقوبة لهم على تفريطهم في أمر الله تعالى. فقال تعالى مخبرًا عن موسى أنَّه قال: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ أي: المطهرة.

ولم [١] قال سفيان الثَّوري، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس في قوله: ﴿ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ قال: هي الطور وما حوله (٢٨٨). وكذا قال مجاهد (٢٨٩) وغير واحد.

وروى [٢] سفيان الثَّوري، عن أبي سعيد [٣] البقال، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: هي أريحاء (٢٩٠). وكذا ذكر عن [٤] غير واحد من المفسرين.

وفي هذا نظر؛ لأن أريحاء ليست هي المقصودة بالفتح، ولا كانت في طريقهم إلى بيت المقدس، وقد قدموا من بلاد مصر حين أهلك الله عدوَّهم فرعون، اللهم [٥] إلَّا أن يكون المراد [بأريحاء أرض بيت المقدس، كما قاله السدي فيما رواه ابن جرير (٢٩١) عنه لا أن المراد] [٦] بها هذه البلدة المعروفة في طرف الغَوْر، شرقي بيت المقدس.

وقوله تعالى: ﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ أي: التي وعدكموها الله على لسان أبيكم إسرائيل، أنَّه وراثة من آمن منكم، ﴿وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى [٧] أَدْبَارِكُمْ﴾ أي: ولا تنكلوا


(٢٨٨) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ١٦٧) (١١٦٤٦).
(٢٨٩) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ١٦٧) (١١٦٤٤، ١١٦٤٥).
(٢٩٠) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ١٦٨) (١١٦٥٠) حدثنى عبد الكريم بن الهيثم حدَّثنا إبراهيم بن بشار حدَّثنا سفيان عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس به، وهذا إسناد صحيح إلى ابن عبَّاس ؛ عبد الكريم بن الهيثم بن ؤياد القطان ثقة ترجمته فى تاريخ بغداد (١١/ ٧٨، ٧٩)، وإبراهيم بن بشار هو الرمادى ثقة له أوهام من رجال التهذب، وأَبو سعيد الراوى - عن عكرمة - هو عبد الكريم بن مالك الجزرى، قال عنه الحافظ فى "التقريب": ثقة متقن. وقد ظن المصنف أن سفيان هو الثورى وإنَّما هو ابن عيينة وشيخه ليس البقال، فإن البقال اسمه سعيد بن المرزبان وكنيته "أَبو سعد" وليس "أَبو سعيد" والله أعلم.
(٢٩١) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ١٧٢) (١١٦٥٦) من طريق أسباط عن السدى فى قصة ذكرها من أمر موسى وبنى إسرائيل قال: "ثم أمرهم بالسير إلى أريحا - وهى أرض بيت المقدس - … فساروا … " الأثر، وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد قبل ذلك.