عن الجهاد، ﴿فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (٢١) قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا [١] فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾ أي: اعتذروا بأن في هذه البلدة التي أمرتنا بدخولها وكمال أهلها قويًّا جبارين، أي: ذوي خلق هائلة، وقوى شديدة، وإننا لا نقدر على مقاومتهم، ولا مصاولتهم، ولا يمكننا الدخول إليها ما داموا فيها؛ فإن يخرجوا منها دخلناها، وإلَّا فلا طاقة لنا بهم.
وقد قال ابن جرير (٢٩٢): حدثني عبد الكريم بن الهيثم، حدَّثنا إبراهيم بن بشار، حدَّثنا سفيان، قال: قال أَبو سعيد: قال عكرمة: عن ابن عبَّاس قال: أمر موسى أن يدخل مدينة الجبارش، قال: فسار موسى بمن معه، حتَّى نزل قريبًا من المدينة، وهي أريحاء، فبعث إليهم اثني عشر عينا، من كل سبط منهم عين ليأتوه بخبر القوم، قال: فدخلوا المدينة، فرأوا أمرًا عظيمًا من هيئتهم، وجسمهم، وعظمهم، فدخلوا حائطًا لبعضهم، فجاء صاحب الحائط ليجتني الثمار من حائطه، فجعل يجتني الثمار، وينظر [٢] إلى آثارهم، فتتبعهم [٣]، فكلما أصاب واحدًا منهم أخذه فجعله في كمه مع الفاكهة، حتَّى التقط الاثني عشر كلهم، فجعلهم في كمه مع الفاكهة، [وذهب بهم][٤] إلى ملكهم، فنثرهم بين يديه، فقال لهم [٥] الملك: قد رأيتم شأننا وأمرنا، فاذهبوا فأخبروا صاحبكم، قال: فرجعوا إلى موسى فأخبروه بما عاينوا من أمرهم.
وفي هذا [٦] الإِسناد نظر.
وقال على بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاس: لما نزل موسى وقومه، بعث منهم اثنى عشر رجلًا، وهم النقباء، الذين [٧] ذكرهم [٨] الله، فبعثهم ليأتوه [٩] بخبرهم، فساروا فلقيهم رجل من الجبارين، فجعلهم في كسائه، فحملهم [١٠] حتَّى أتى بهم المدينة، ونادى في قومه، فاجتمعوا إليه، فقالوا: من أنتم؟ قالوا: نحن قوم موسى، بعثنا نأتيه بخبركم،
(٢٩٢) - رواه ابن جرير الطبرى فى تفسيره (١٠/ ١٧٣) (١١٦٥٧) وإسناده صحيح إلى ابن عبَّاس وقد تكلمنا على هذا الإسناد قريبًا، والأثر ذكره السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٤٧٩) وعزاه لابن أبي حاتم وابن جرير.