للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نُسخِّم وجوههما ونخزيهما. قال: ﴿فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ فجاءوا فقالوا لرجل منهم ممن يرضون أعور: اقرأ، فقرأ حتَّى انتهى إلى موضع منها فوضع يده عليه، فقال [١]: ارفع يدك، فرفع فإذا آية الرجم تلوح، قال: يا محمد إن فيها آية الرجم ولكنا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما فرجما (٤٤٨).

وعند مسلم: أن رسول الله أتي بيهودي ويهودية قد زنيا، فانطلق رسول الله حتَّى جاء يهود فقال: "ما تجدون في التوراة على من زنى؟ " قالوا: نسوّد وجوههما [ونحملهما ونخالف بين وجوههما] [٢] ويطاف بهما. قال: ﴿فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ قال: فجاءوا بها فقرءوها، حتَّى إذا مر بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم، وقرأ ما بين يديها وما وراءها، فقال له عبد الله بن سلام وهو مع رسول الله : مره فليرفع يده. [فرفع يده] [٣] فإذا تحتها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله فرجما [٤]. قال عبد الله بن عمر: كنت فيمن رجمهما، فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه (٤٤٩).

وقال أَبو داود (٤٥٠): حدَّثنا أحمد بن سعيد الهمداني، حدَّثنا ابن وَهْب، حدَّثنا هشام بن


(٤٤٨) - رواه البخارى فى التوحيد، باب: ما يجوز من تفسير التوراة من كتب الله بالعربية وغيرها .. حديث (٧٥٤٣)، وانظر الحديث السابق.
(٤٤٩) - صحيح مسلم كتاب الحدود، باب رجم اليهود، أهل الذمة فى الزنى، حديث (٢٦/ ١٦٩٩)، وانظر الحديث (٤٦٧).
(٤٥٠) - رواه فى سننه كتاب الحدود، باب: فى رجم اليهوديين حديث (٤٤٤٩) وقد تقدم الحديث من طريق نافع عن ابن عمر برقم (٤٦٧) وهو فى الصحيحين وغيرهما. وإسناد حديث أبي داود هذا حسن كما قال الألبانى فى إرواء الغليل (٥/ ٩٤) فإن أحمد بن سعيد الهمدانى قال فيه النسائى: ليس بالقوى. وقال: لو رجع عن حديث الغار لحدثت عنه.
لكن ترجم له الذهبى في الميزان (١/ ١٠٠) فقال: لا بأس به.
وقال ابن حجر فى "التقريب": صدوق. وهشام بن سعد يعتبر بحديثه فى الشواهد والمتابعات فقد ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل، وقال ابن معين مرة: ضعيف، وقال مرة: ليس بمتروك الحديث، وضعفه النسائى أيضًا، وقال أَبو زرعة الرازى: شيخ محله الصدق، وكذا محمد بن إسحاق هكذا هو عندى، وهشام أحب إلى من محمد بن إسحاق، وقال أَبو حاتم: "كتب حديثه ولا يحتج به ومحمد بن إسحاق عندى واحد لكن روى أَبو عبيد الآجرى عن أبي داود قال: هشام بن سعد =