للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القوم كلهم إلي وصدقوا، فأرسل كلهم وحبسني، وقال: "قم فأذن بالصلاة [١] ". فقمت ولا شيء أكره إليّ من رسول الله ولا مما يأمرني به، فقمت بين يدي رسول الله ، فألقى علي رسول الله التأذين هو بنفسه، قال: "قل: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله [ثم قال لي: ارجع فامدد من صوتك". ثم قال: "أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، [٢]، حي على الصلاة، حى على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله". ثم دعاني حين قضيت التأذين، فأعطاني [٣] صرة فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة ثم أمرها على وجهه، ثم بين ثدييه، ثم على كبده حتى بلغت يد رسول الله سرة أبي محذورة، ثم قال رسول الله : "بارك الله فيك وبارك عليك". فقلت: يا رسول الله، [] [٤] مرني بالتأذين بمكة. فقال: "قد أمرتك به". وذهب كل شيء كان لرسول الله من كراهة، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله ، فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله بمكة [٥]، فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله ، وأخبرني ذلك من أدركت من أهلي ممن أدرك أبا محذورة، على نحو ما أخبرني عبد الله بن محيريز.


= ورواه أبو داود (٥٠٥) من طريق عبد الملك بن أبى محذورة عن عبد الله بن محيريز به.
ورواه أحمد (٣/ ٤٠٨) والبخارى فى خلق أفعال العباد (١٨٢)، وأبو داود (٥٠٠، ٥٠٤) من طرق عن عبد الملك بن أبى محذورة أنه سمع أبا محذورة يقول: ألقى على رسول الله الأذان حرفًا حرفًا الحديث مختصرًا دون ذكر عبد الله بن محيريز، ورواه الترمذى (١٩١)، والنسائى (٢/ ٣) وابن خزيمة (٣٧٨) من طريق بشر بن معاذ حدثنى إبراهيم وهو ابن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبى محذورة حدثني أبي عبد العزيز وجدي عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة به.
قال ابن خزيمة: فخبر ابن أبي محذورة ثابت صحيح من جهة النقل. وهذا الاختلاف فى الإسناد لا يقدح فى الحديث ولا يعد إضطرابًا فإن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبى محذورة، وأباه قد سمعا من أبى محذورة ومن ابن محيريز، وأيضًا طريق مكحول التى عند مسلم طريق صحيحة، والله أعلم.