[هكذا رواه الإِمام أحمد، وقد أخرجه مسلم في صحيحه وأهل السنن الأربعة: من طريق عن عبد الله بن محيريز][١]، عن أبي محذورة، واسمه سمرة بن معير [٢] بن لوذان أحد مؤذني رسول الله ﷺ الأربعة، وهو مؤذن أهل مكة وامتدت أيامه ﵁ وأرضاه.
يقول تعالى: ﴿قُلْ﴾ يا محمد لهؤلاء الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من أهل الكتاب: ﴿هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ﴾ أي: هل لكم علينا مطعن أو عيب إلا هذا؟ وهذا ليس بعيب ولا مذمة؛ فيكون الاستثناء منقطعًا، كما في قوله تعالى: ﴿نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾، وكقوله: ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾، وفي الحديث المتفق عليه:"ما ينقم ابن جميل إلا أن كان فقيرًا فأغناه الله"(٥٤٧).
وقوله: ﴿وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾ [معطوف على ﴿أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ﴾ أي: وآمنا بأن أكثركم فاسقون][٣]، أي: خارجون عن الطريق المستقيم.
(٥٤٧) - رواه البخاري في كتاب الزكاة، باب: قول الله تعالى: ﴿وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ حديث (١٤٦٨) ومسلم في (٧/ ٧٩) كتاب الزكاة، باب في تقديم الزكاة ومنعها، حديث (٩٨٣) من حديث الأعرج عن أبي هريرة.