للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى في الرعد: ﴿أكلها﴾، والرابع إلى الألف في الحج من قوله: ﴿جعلنا منسكًا﴾ والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب: ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة﴾، والسادس إلى الواو من قوله تعالى في الفتح: ﴿الظانين بالله ظن السوء﴾، والسابع إلى آخر القرآن.

قال سلام أبو محمَّد: علمنا ذلك في أربعة أشهر.

قالوا: وكان الحجاج يقرأ في كل ليلة ربع القرآن، فالأول إلى آخر الأنعام والثاني إلى ﴿وليتلطف﴾ من سورة الكهف، والثالث إلى آخر الزمر، والرابع إلى آخر القرآن.

وقد حكى الشيخ أبو عمرو الداني في كتابه (البيان) خلافًا في هذا كله، فالله أعلم (٤٧٠).

وأما (التحزيب والتجزئة) فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الرُبعات بالمدارس وغيرها، وقد ذكرنا فيما تقدم الحديث الوارد في تحزيب الصحابة للقرآن، والحديث في مسند الإِمام أحمد، وسنن أبي داود وابن ماجه وغيرهم عن أوس بن حذيفة (٤٧١)؛ أنه سأل أصحاب رسول الله في حياته: كيف تُحزبون القرآن؟ قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع واحد عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل حتى تختم.

[فصل]

واختلف في معنى السورة مما هي مشتقة فقيل: من الإبانة والارتفاع، قال النابغة:

ألم تر أن الله أعطاك سورة … ترى كل ملك دونها يتذبذب

فكأن القاري ينتقل بها من منزلة إلى منزلة.

وقيل: لشرفها وارتفاعها كسور البلدان، وقيل: سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءًا


(٤٧٠) - انظر: تفسير القرطبي (١/ ٦٤).
(٤٧١) - ضعيف: ضعفه الشيخ الألباني. والحديث رواه أحمد ١٦٢١٤ - (٤/ ٩)، ورواه أبو خالد في كتاب الصلاة، باب: تحزيب القرآن (٢/ ٥٥ - ٥٦) حدث (١٣٩٣) من طريق مسدد، وعبد الله بن سعيد، عن قران بن تمام وأبي خالد، عن عبد الله به. وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: في كم يستحب يختم القرآن. من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن عبد الله به. (١/ ٤٢٧) حديث (١٣٤٥). والطبراني في الكبير (١/ ٢٢٠) حديث (٥٩٩).
من حديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده أوس بن حذيفة.
وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي: صدوق، يخطئ ويهم. روى له البخاري في الأدب ومسلم، وغيرهما.
وعثمان بن عبد الله بن أوس: قال في التقريب: مقبول، روى له أبو داود وابن ماجه.
والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف أبي داود حديث ٢٩٧.