للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمسخهم جعلهم مثلهم". ورواه أحمد من حديث داود بن أبي الفرات به.

وقال ابن مردويه (٥٥٠): حدثنا عبد الباقي، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا الحسن بن محبوب، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن داود بن أبى هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال وسول الله : " الحيات مسخ الجن، كما مسخت القردة والحنازير".

هذا حديث غريب جدًا.

وقوله تعالى: ﴿وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ﴾ و [١] قرئ: (وعَبَد الطاغوت) على أنه فعل ماض، والطاغوت منصوب به، أي: وجعل منهم من عبد الطاغوت، وقرئ: (وعبُدَ الطاغوت) بالإضافة على أن المعنى وجعل منهم خدم الطاغوت، أي: خدامه وعبيده، وقرئ: (وعُبُد الطاغوت) على أنه جمع الجمع عبد وعبيد وعبد، مثل ثمار وثمر، حكاها ابن جرير عن الأعمش، وحكى عن بريدة الأسلمي: أنه كان يقرؤها: [(وعابد الطاغوت). وعن أبيّ وابن مسعود: (وعبدوا). وحكى ابن جرير، عن أبي جعفر القارئ: أنه كان يقرؤها] [٢] [(وعُبِدَ الطاغوتُ)] [٣] على أنه مفعول ما لم يسم فاعله، ثم استبعد معناها، والظاهر: أنه لا بعد في ذلك؛ لأن هذا من باب التعريض بهم؛ أي: وقد عبدت


(٥٥٠) - رواه ابن حبان في صحيحه (١٢/ ٤٥٧) (٥٦٤٠) والبزار (٢/ ٧٢) برقم (١٢٣٢ - كشف) من طريق أبي كامل الجحدرى قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس.
ورواه عبد الله بن أحمد (١/ ٣٤٨) ومن طريقه الطبراني في الكبير (١١/ ٣٤١) (١١٩٤٦) قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا عبد العزيز بن المختار فذكره، وإسناده صحيح رجاله ثقات. ورواه ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٢٩٠) (٢٣٧٢) من طريق عبد العزيز وقال أبو زرعة: هذا الحديث هو موقوف لا يرفعه إلا عبد العزيز بن المختار ولا بأس بحديثه.
ورواه عبد الرزاق (١٩٦١٧) ومن طريقه أحمد (١/ ٣٤٨) والطبراني (١١٨٤٦) والبزار (٢/ ٧٢) من طريق معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس - لا أعلمه إلا رفع الحديث - وعند البزار "عن النبى ". وقال البزار: حديث عبد العزيز لا نعلم حديث به إلا معمر.
وذكره الهيثمى في مجمع الزوائد (٤/ ٤٩، ٥٠) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار بالاختصار ورجاله رجال الصحيح اهـ.
والحديث صححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند والشيخ الألباني في "الصحيحة" (١٨٢٤)