للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بن حنبل متصلًا موصولًا؛ فقال (٥٦٨):

حدَّثنا وكيع، حدَّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد: أنَّه [١] قال: ذكر النبي شيئًا فقال: "ذاك عند [٢] ذهاب العلم". قال: قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا، و [٣] أبناؤنا يقرئونه [٤] أبناءهم إلى يوم القيامة؟ فقال: "ثكلتك أمّك يا بن أم لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإِنجيل ولا ينتفعون بما فيهما [٥] بشيء".

وكذا رواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع بإسناده [٦] نحوه. وهذا إسناد صحيح.

وقوله تعالى: ﴿مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ كقوله: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾، وكقوله عن أتباع عيسى: ﴿فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾. فجعل أعلى مقاماتهم الاقتصاد، وهو [٧] أوسط


= (١/ ٩٨، ٩٩) والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" رقم (٨٩) والطبراني في الكبير (١٨/ رقم ٧٥)، والبزار (٢٣٢) من طريق إبراهيم بن أبي عيلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك به.
وإسناده صحيح، وصححه الألباني في تعليقه على "اقتضاء العلم العمل"
ورواه التِّرمِذي في العلم، باب: ما جاء في ذهاب العلم، حديث (٢٦٥٥) والدارمي في المقدمة (١/ ٨٧، ٨٨) والحاكم (١/ ٩٩) من طريق عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير عن أبي الدرداء، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
لكن قال الترمذى: هذا حديث حسن غريب.
والحديث رواه أحمد وغيره من حديث زياد بن لبيد، وسيأتي تخريجه في الحديث التالي.
(٥٦٨) - رواه في المسند (٤/ ١٦٠، ٢١٨) ورواه زهير بن حرب في "كتاب العلم" رقم (٥٢) ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ٢٧٤) ورواه أحمد (٤/ ٢١٩) وابن ماجة في الفتن، باب: ذهاب القرآن والعلم، حديث (٥٢٩٠) والطبراني (٥٢٩٠)، والحاكم (٣/ ٥٩٠) من طريق سالم بن أبي الجعد عن ابن لبيد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الألباني في التعليق على كتاب "العلم": حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.