للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقامات هذه الأمة، وفوق ذلك رتبة السابقين، كما في قوله ﷿: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾ الآية. والصحيح: أن الأقسام الثلاثة من هذه الأمة كلهم [١] يدخلون الجنَّةَ.

وقد قال أَبو بكر بن مردويه (٥٦٩): حدَّثنا عبد الله بن جعفر، حدَّثنا أحمد بن يونس الضبي، حدَّثنا عاصم بن علي، حدَّثنا أَبو معشر، عن يعقوب بن يزيد بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن أَنس بن مالك، قال: كنا عند رسول الله فقال: "تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنَّةَ، وتفرقت أمّة عيسى على ثنتين وسبعين ملة، واحدة منها في الجنَّةَ وإحدى وسبعون منها في النار، و [٢] تعلو أمتي على الفريقين جميعًا، واحدة في الجنَّةَ وثنتان وسبعون في النار". قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: "الجماعات الجماعات".

قال يعقوب بن زيد: كان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا [٣] الحديث عن رسول الله ، تلا فيه قرآنا قال [٤]: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ [وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ] [٥]﴾ إلى قوله: ﴿مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾، وتلا أيضًا [قوله تعالى]: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ يعني: أمة محمد .

وهذا حديث غريب جدًّا من هذا الوجه وبهذا السياق، وحديث افتراق الأمم إلى بضع وسبعين مروي من طرق عديدة، وقد ذكرناه في موضع آخر ولله الحمد والمنة.

﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٦٧)


(٥٦٩) - رواه أَبو يعلى في مسنده (٣٦٦٨) حدَّثنا محمد بن بكار ثنا أبو معشر فذكره، وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح، وقد أسن واختلط.
والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٧١/ ٢٦٠، ٢٦١) وقال: فيه أَبو معشر نجيح، وفيه ضعف.