للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم اختلف في عدة هذا الوفد؛ فقيل: اثنا عشر؛ سبعة قساوسة [١]، وخمسة رهابين. وقيل: بالعكس. وقيل: خمسون. وقيل: بضع وستون. وقيل: سبعون رجلًا. فالله أعلم.

وقال عطاء بن أبي رباح: هم قوم من أهل الحبشة أسلموا حين قدم عليهم مهاجرة الحبشة من المسلمين (٦١٧). وقال قتادة: هم قوم كانوا على دين عيسى ابن مريم، فلما رأوا المسلمين وسمعوا القرآن أسلموا ولم يتلعثموا (٦١٨). واختار ابن جرير أن هذه الآيات [٢] نزلت في صفة أقوام بهذه المثابة سواء كانوا من الحبشة أو غيرها.

فقوله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ وما ذاك إلا لأن كفر اليهود عناد وجحود، ومباهتة للحق، وغمط [٣] للناس، وتنقص بحملة العلم؛ ولهذا قتلوا كثيرًا من الأنبياء، حتى هموا بقتل [رسول الله] [٤] غير مرة، وسموه [٥] وسحروه، وألبوا عليه أشباههم من المشركين، عليهم لعائن الله المتتابعة [٦] إلى يوم القيامة.

وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه عند تفسير هذه الآية (٦١٩): حدثنا أحمد بن محمد بن السري، حدثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي، حدثنا على بن سعيد العلاف، حدثنا أبو


(٦١٧) - تفسير ابن جرير (١٠/ ٥٠١) (١٢٣١٩).
(٦١٨) - رواه ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٥٠١) (١٢٣٢٠)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٣٩) وعزاه لأبي الشيخ وعبد بن حميد.
(٦١٩) - رواه الديلمي في "مسند الفردوس" - كما في حاشية الفردوس (٤/ ١٠٨) رقم (٦٣٤٠) وابن حبان في المجروحين (٣/ ١٢٢) من طريق يحيى بن عبد الله بن موهب التيمي به. ويحيى بن عبيد قال ابن حبان: يروى عن أبيه ما لا أصل له وأبوه ثقة، فلما كثر روايته عن أبيه ما ليس من حديثه سقط عن حد الاحتجاج به وكان سيئ الصلاة وكان ابن عيينة شديد الحمل عليه. وللحديث طريق آخر رواه الخطيب في تاريخه (٨/ ٣١٦) من طريق خالد بن يزيد بن وهب بن جرير حدثني أبي: يزيد بن وهب حدثني أبي: وهب بن جرير بن حازم عن أبيه جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة نحو رواية ابن مردويه الثانية، وقال الخطيب: "هذا غريب جدًّا" وخالد بن يزيد لم يذكر فيه الخطيب جرحًا ولا تعديلاً وقال الذهبي في الميزان: أتى بخبر منكر. ويزيد بن وهب لم أقف على ترجمته والحديث عزاه العجلوني في كشف الخفاء (٢/ ٢٦٧) للثعلبي.