للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النضر، عن الأشجعى، عن سفيان، عن يحيى بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "ما خلا يهودي [بمسلم قط] إلا هم بقتله". ثم رواه عن محمد بن أحمد بن إسحاق اليشكري، حدثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، حدثنا فرج بن عبيد، حدثنا عباد بن العوام، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "ما خلا يهودي بمسلم إلا حدّثته [١] نفسه بقتله".

وهذا حديث غريب جدًّا.

وقوله تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى﴾ أي: الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله - فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة، وما ذاك [٢] إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة، كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً﴾، وفي كتابهم: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر. و [٣] ليس القتال مشروعًا في ملتهم، ولهذا قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ أي: يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم، واحدهم قسيس وقس أيضًا، وقد يجمع على قسوس، والرهبان: جمع راهب، وهو العابد مشتق من الرهبة وهي [٤] الخوف، كراكب وركبان وفارس وفرسان.

قال ابن جرير (٦٢٠): وقد يكون الرهبان واحدًا وجمعه رهابين، مثل قربان وقرابين، [وجردان وجرادين] [٥]، وقد يجمع على رهابنة، ومن الدليل على أنه يكون عند العرب واحدًا قول [٦] الشاعر:

لو عاينت رهبان دير في القلل … لانحدر الرهبان يمشي ونزل

وقال الحافظ أبو بكر البزار (٦٢١): حدثنا بشر بن آدم، حدثنا نصير بن أبي الأشعث، حدثني


(٦٢٠) - انظر تفسير الطبري (١٠/ ٨٢).
(٦٢١) - البحر الزخار (٦/ ٤٩٩) (٢٥٣٧)، ورواه ابن أبي شيبة في مسنده (٤٦٥) والبخاري فى التاريخ الكبير (٨/ ١١٦)، وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص ١٧٠) والحارث بن أبي أسامة، فى"مسنده" بغية الباحث (٢/ ٧٢٠) (٧١٠) والطبراني في الكبير (٦/ ٢٦٦) (٦١٧٥) وابن أبي حاتم في نفسيره=