للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ (٦٢٣).

وقال الطبراني (٦٢٤): حدثنا أبو شبيل [عبيد الله بن عبد الرحمن] [١] بن واقد، حدثنا أبى، حدثنا العباس بن الفضل، عن عبد الجبار بن نافع الضبي، عن قتادة وجعفر بن إياس، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس، في قوله [٢]: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾. قال إنهم كانوا نواتين [٣]- يعنى: ملَّاحين [٤]- قدموا مع جعفر بن أبى طالب من الحبشة، فلما قرأ رسول الله عليهم [٥] " القرآن آمنوا، وفاضت أعينهم. فقال رسول الله : "لعلكم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم إلى دينكم". فقالوا: لن ننتقل عن ديننا. فأنزل الله ذلك من قولهم.

وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في مستدركه (٦٢٥): من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ أي: مع محمد صلى الله


(٦٢٣) - رواه النسائي في الكبرى كتاب التفسير، باب: قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾ حديث (١١١٤٨)، وفي التفسير رقم (١٦٨) ورواه ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٥٠٨) (١٢٣٢٦) وابن أبي حاتم (٤/ ١١٨٥) (٦٦٨٠) عن عمرو بن علي الفلاس به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٣٧) وزاد نسبته لابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه والطبراني، ورواه البزار كما في كشف الأستار (٢٧٥٨) عن محمد بن عثمان ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوى أو عمر بن علي عن هشام به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٤١٩): رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عثمان بن بحر وهو ثقة. قلت: بل هو صدوق من رجال التهذيب.
(٦٢٤) - المعجم الكبير (١٢/ ٥٥) (١٢٤٥٥)، والأوسط (٤٦٣٩) وقال الهيثمى في مجمع الزوائد (٧/ ٢١): فيه العباس من الفضل الأنصاري وهو ضعيف.
قلت: العباس هذا له ترجمة في "التقريب" قال فيه الحافظ ابن حجر: متروك، واتهمه أبو زرعة، وقال بن حبان: حديثه عن الفضل أرجى من حديثه عن الكوفيين.
(٦٢٥) - رواه ابن أبي حاتم (٤/ ١١٨٥) (٦٦٨١) والحاكم في مستدركه (٢/ ٣١٣) وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، ورواه أيضًا ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٥٠٩) (١٢٣٣٠) وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٤٣) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه.