للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ورواه في موضع آخر من التفسير، وأَبو داود والنَّسائي وابن ماجة من طرق عن شعبة، به].

ورواه الواقدي عن محمد بن معاذ الأنصاري، عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن العلي، عن أبي بن كعب فذكر نحوه (٢٠).

وقد وقع في الموطأ للإمام مالك بن أَنس (٢١) ما ينبغي التنبيه عليه، فإنه رواه مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي؛ أن أبا سعيد مولى ابن عامر [١]، بن كريز أخبرهم؛ أن رسول الله نادى أبي بن كعب وهو يصلي في المسجد، فلما فرعٌ من صلاته لحقه؛ قال: فوضع النبي يده على يدي وهو يريد أن يخرج من باب المسجد، ثم قال : "إني لأرجو أن لا تخرج من باب المسجد حتى تعلم سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن [٢] مثلها". قال أبي : فجعلت أبطئ في المشي رجاء ذلك، ثم قلت: يا رسول الله؛ ما [٣] السورة التي وعدتني؟ قال: "كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ " قال: فقرأت عليه ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ﴾ حتَّى أتيتُ على آخرها، فقال رسول الله : "هي هذه السورة، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت".


(٢٠) - الواقدي: متهم بالكذب، وشيخه مجهول.
(٢١) - الموطأ (١/ ٨٣)، ورواه الحاكم (١/ ٥٧٧) والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، والحرقة: امرأة من جهينة، وهي فخذ من أفخاذ جهينة، ينسب إليها الحرقيون. وهو من تابعي أهل المدينة، كان ابن معين لا يرضاه، وليس قوله فيه بشيء. قال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: العلاء بن عبد الرحمن ليس بذاك. قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: لم يزل الناس يتقون حديث العلاء بن عبد الرحمن. قال أَبو عمر بن عبد البر: ليت شعري أين الناس الذين كانوا تقون حديثه، وقد حدث عنه هؤلاء الأئمة الجلة وجماعة غيرهم كثير؟! وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: العلاء بن عبد الرحمن ثقة، وأَبو سعيد مولى عامر بن كريز: لا يوقف له على اسم، وهو معدود في أهل المدينة، وحديثه هذا مرسل.
قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ٢١٧): ولم يختلف الرواة على مالك في إسناد هذا الحديث وخالفه فيه غيره، خالفه شعبة، والدراوردي، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن طهمان، وجماعة فرووه، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: مر النبي، ، على أبي بن كعب، وهو قائم يصلي … فذكر الحديث بنحوه، رواه النسائي في تفسيره (٢٢٥)، والتِّرمِذي (٢٨٧٥)، وقال: حسن صحيح، ورواه الدارمي (٢/ ٣٢٠ - ٣٢١)، وأحمد (٢/ ٤١٢ - ٤١٣).