للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإمام أحمد (٢٧): حدثنا محمد بن عُبيد، حدَّثنا هاشم -يعني بن البريد- حدَّثنا عبد الله بن محمد بن [١] عقيل، عن ابن جابر؛ قال: انتهيتُ إلى رسول الله وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ عليَّ، قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردّ عليَّ، [قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ عليَّ، قال] [٢]: فانطلق رسول الله يمشي وأنا خلفه حتى دخل رحله، ودخلت أنا المسجد، فجلستُ كئيبًا حزينًا، فخرج عليَّ رسول الله [و] [٣] قد تطهر، فقال: "عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله". ثم قال: "ألا أخبرك -يا عبد الله بن جابر- بأخير [٤] سورة في القرآن؟ ". قلت: بلى يا رسول الله. قال: "اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها".

هذا إسناد جيد، وابن عقيل هذا [٥] يحتج [٦] به الأئمة الكبار، وعبد الله بن جابر هذا هو الصحابي، ذكر ابن الجوزي أنه هو العبدي، والله أعلم.

ويقال: إنه عبد الله بن جابر الأنصاري البياضي (٢٨)، فيما ذكره الحافظ ابن عساكر.

واستدلوا بهذا الحديث وأمثاله على تفاضل بعض الآيات والسور على بعض، كما هو المحكي عن كثير من العلماء، منهم إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن العربي، وابن "الحصار" [٧] من المالكية، وذهبت طائفة أخرى [٨] إلى أنه لا تفاضل في ذلك؛ لأن الجميع كلام الله، ولئلا


(٢٧) - الحديث في السند برقم ١٧٦٤٧ - (٤/ ١٧٧)، ورواه البيهقي في الشعب (٢١٥٣)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٣١٠)، وقال: رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو سييء الحفظ، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
(٢٨) - وهو الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه "تعجيل المنفعة" (١/ ٧٢٦ - ٧٢٧). قال الحافظ: عبد الله بن جابر الأنصاري البياضي، له صحبة ورواية، وعنه عقبة بن أبي عائشة … قلت: الحديث الذي رواه عقبة بن أبي عائشة أخرجه الطبراني وابن السكن، وأما أحمد فإنما أخرج له حديثًا آخر من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عنه.
وقال في ترجمة عبد الله بن جابر العبدي: وحديثه "في فضل قراءة الحمد" رواه عنه عبد الله بن محمد بن عقيل. قلت -ابن حجر-: الحديث الذي في فضل قراءة الحمد هو حديث البياضي المذكور قبل هذا، وهو الذي أخرجه له أحمد … ا هـ.