للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبارك، حدثنا عتبة بن أبي حكيم، حدثنا عمرو بن جارية [١] اللخمي، عن أبي أمية الشعباني، قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني، فقلت له [٢]: كيف تصنع في هذه الآية؟ فقال: أية آية؟ قلت: قول اللَّه تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم﴾ فقال: أما والله لقد سألتَ عنها خبيرًا، سألت عنها رسول اللَّه فقال: "بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحًّا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أيامًا، الصبر فيهن مثل القبض [٣] على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون كعملكم". قال عبد اللَّه بن المبارك: وزاد [] [٤] غير عتبة: قيل: يا رسول اللَّه، أجر خمسين رجلًا [منا أو منهم]؟ قال: " [] [٥] بل أجر خمسين منكم".

ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.

وكذا رواه أبو داود: من طريق ابن المبارك، ورواه ابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم عن عتبة بن أبي حكيم.

وقال عبد الرزاق (٨٠٠): أنبأنا معمر، عن الحسن: أن ابن مسعود سأله رجل عن قول اللَّه: ﴿عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم﴾ فقال [٦]: إن هذا ليس بزمانها، إنها اليوم مقبولة، ولكنه قد أوشك [٧] أن يأتي زمانها، تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا - أو قال: فلا يقبل منكم - فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل.

ورواه أبو جعفر الرازي عن الربيع، عن أبي العالية، عن ابن مسعود، في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم﴾ الآية. قال: كانوا عند عبد اللَّه بن


(٨٠٠) - رواه فى تفسيره (١/ ١٩٩) ومن طريقه رواه ابن جرير فى تفسيره (١١/ ١٤١) (١٢٨٥٥)، ورواه ابن جرير فى (١٢٨٤٨) (١٢٨٤٩)، (١٢٨٥٠)، والطبرانى (٩/ ٢٥١) (٩٠٧٢) من طرق عن الحسن عن ابن مسعود به.
وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (٧/ ٢٢): رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن البغوى لم يسمع من ابن مسعود.