للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأمتي فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئًا".

([طريق أخرى وسياق آخر] [١] قال الإِمام [٢] أحمد (٨٥٣): حدثنا يحيى، حدثنا قدامة ابن عبد الله، حدثتني جسرة بنت دجاجة: أنها انطلقت معتمرة، فانتهت إلى الرَّبذَة، فسمعت أبا ذر يقول: قام رسول الله ليلة من الليالي في صلاة العشاء فصلى بالقوم، ثم تخلف أصحاب له يصلون، فلما رأى قيامهم وتخلفهم انصرف إلى رحله، فلما رأى القوم قد أخلوا المكان رجع إلى مكانه فصلى، فجئت فقمت خلفه، فأومأ [٣] إليَّ بيمينه فقمت عن يمينه، ثم جاء ابن مسعود فقام خلفي وخلفه، فأومأ إليه بشماله فقام عن شماله، فقمنا ثلاثتنا يصلي كل واحد منا بنفسه، ويتلو من القرآن ما شاء الله أن يتلو [٤]، وقام بآية من القرآن يرددها حتى صلى الغداة، فلما أصبحنا أومأت إلى عبد الله بن مسعود: أن سله ما أراد إلى ما صنع البارحة، فقال ابن مسعود بيده [٥]: لا أسأله عن شيء حتى يحدث إليَّ. فقلت: بأبي وأمي، قمتَ بآية من القرآن ومعك القرآن، لو فعل هذا بعضنا لوجدنا عليه. قال: "دعوت لأمتي". قلت: فماذا أجبت أو ماذا رد عليك؟ قال: "أُجِبْتُ بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة". قلت: أفلا أبشر الناس؟ قال: "بلى". فانطلقت معنقًا قريبًا من قذفة بحجر، فقال عمر: يا رسول الله، إنك إن تبعث إلى الناس بهذا نكلوا عن العبادة. فناداه أن "ارجع" فرجع، وتلك الآية: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٨٥٤): حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبى تلا قول عيسى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ فرفع يديه فقال: "اللهم أمتي. وبكى، فقال الله:


(٨٥٣) - رواه أحمد فى مسنده (٥/ ١٧٠، ١٧٧) وانظر التخريج السابق.
(٨٥٤) - رواه ابن أبى حاتم فى تفسيره (٤/ ١٢٥٤) (٧٠٥٨)، ورواه مسلم فى "صحيحه" كتاب الإيمان، باب دعاء النبى لأمته وبكائه شفقة عليهم حديث (٢٠٢)، والنسائى فى "الكبرى" كتاب التفسير، باب: قوله تعالى: ﴿وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾ حديث (١١٢٦٩) وهو فى تفسيره برقم (٢٨٩) قالا: حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب … الحديث، والحديث سيأتى عند المصنف مرة أخرى فى تفسير سورة إبراهيم الآية (٣٦).