للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "قل: بسم الله الرحمن الرحيم" ثم قال ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ قال عبد الله: وهي أوّل سورة أنزلها الله على محمد بلسان جبريل.

وهذا الأثر غريب، وإنما ذكرناه ليُعرف فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، والله أعلم.

[مسألة

وجمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها، وحكى الرازي عن عطاء بن أبي رباح وجوبها في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة، قال: وقال ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، واحتج الرازي لعطاء بظاهر الآية ﴿فَاسْتَعِذْ﴾ وهو أمر ظاهره الوجوب، وبمواظبة النبي عليها؛ ولأنها تدرأ شر الشيطان، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ ولأن الاستعاذة أحوط، وهو أحد مسالك الوجوب.

وقال بعضهم: كانت واجبة على النبي دون أمّته، وحكي عن مالك أنه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام رمضان في أوّل ليلة منه.

مسألة

وقال الشافعي في الإملاء: يجهر بالتعوّذ وإن أسرّ فلا يضر، وقال في الأمّ بالتخيير؛ لأنه أسر ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشافعي فيما عدا الركعة الأولى، هل يستحب التعوّذ فيها على قولين، ورجح عدم الاستحباب، والله أعلم.

فإذا قال المستعيذ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك عند الشافعي وأبي حنيفة، وزاد بعضهم: أعوذ بالله السميع العليم، وقال آخرون: بل يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم، قاله الثوري والأوزاعي، وحُكي عن بعضهم أنه يقول: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لمطابقة أمر الآية؛ ولحديث الضحاك عن ابن عباس المذكور، والأحاديث الصحيحة كما تقدّم أولى بالاتباع من هذا، والله أعلم.

مسألة

ثم الاستعاذة في الصلاة إنما هي للتلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمد. وقال أبو يوسف: بل للصلاة فعلى هذا يتعوذ المأموم، وإن كان لا يقرأ ويتعوذ في العيد بعد الإحرام، وقبل تكبيرات العيد، والجمهور بعدها قبل القراءة. ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطيب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله، واعتراف له بالقدرة، وللعبد