للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمّة". لكن هذا الإسناد [١] لا يصح، فإن عباد بن كثير متروك الحديث، ولم يختلق هذا الحديث، ولكنه وهم في رفعه، فإنه رواه سفيان الثوري، عن ليث - وهو ابن أبي سليم - عن طاوس، عن أبي هريرة في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾ أنه [٢] قال: نزلت في هذه الأمّة.

وقال أبو غالب (٣٨٤)، عن أبي أمامة في قوله: ﴿وَكَانُوا شِيَعًا﴾ قال: هم الخوارج. وروي عنه مرفوعًا ولا يصح.

وقال شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر : أن رسول الله، ، قال لعائشة : ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾ قال: "هم أصحاب البدع".

وهذا رواه ابن مردويه (٣٨٥)، وهو غريب أيضًا، ولا يصح رفعه.


= قلت: وليث بن أبى سليم ترك حديثه لاختلاطه وعدم تميز صحيح حديثه من سقيمه.
وقد عزا المرفوع السيوطي فى "الدر المنثور" (٣/ ١١٧) إلى الحكيم الترمذي، والشيرازي في "الألقاب" وابن مردويه أيضًا والموقوف أخرجه ابن جرير (١٢/ ١٤٢٦٤، ١٤٢٦٥) وابن أبى حاتم في "التفسير" (٥/ ٨١٥١) من طريقين عن الثوري به وزاد نسبة الموقوف السيوطي إلى الفريابى وعبد بن حميد وابن أبى شيبة وابن المنذر وأبى الشيخ وابن مردويه.
(٣٨٤) - لا يصح، أخرج الموقوف عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه كما في "الدر المنثور" (٣/ ١١٧) وأما المرفوع فأخرجه ابن أبى حاتم (٦/ ٨١٥٠) وعلقه النحاس فى "الناسخ والمنسوخ" (ص ٤٤٣) من طريق أبى غالب عن أبى أمامة به، وأبو غالب هذا وثقه جماعة ولينه آخرون، وفى "التقريب": "صدوق يخطئ" ولعل رفع هذا الموقوف من أخطائه، ولذلك قال المصنف: "وروى عنه مرفوعًا ولا يصح".
(٣٨٥) - إسناده ضعيف وعزاه لابن مردويه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ١١٧) - وأخرجه ابن أبى عاصم في "السنة" (١/ رقم ٤)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ ٨١٥٧) والطبراني في "الصغير" (٣/ ٢٠١) وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ١٣٧، ١٣٨) والبيهقي في "الشعب" (٥/ ٧٢٣٩، ٧٢٤٠) وابن الجوزي في "المتناهية" (١/ رقم ٢٠٩) من طريق محمد بن مُصفّى عن بقية عن شعبة - في بعض الروايات عن شعبة أو غيره - به وقال الطبراني: "لم يروه عن شعبة إلا بقية تفرد به ابن مصفى وهو حديثه" كذا قال: وقال الدارقطني في "العلل" (٢/ ١٦٣، ١٦٤): "يرويه محمد بن مُصفّى عن بقية … وتابعه جحدر بن الحارث" - وهو ضعيف يسرق الحديث - عن بقية، وخالفهما وهب بن حفص الحراني - وكان ضعيفًا - فرواه عن الجُدّي عبد الملك عن شعبة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عمر ولا يثبت عن شعبة ولا عن مجالد والله أعلم"