للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن عمل سيئة فجزاؤه [١] مثلها أو أغفر، ومن عمل قراب الأرض خطيئة، ثم لقيني لا يشرك بي شيئًا جعلت له مثلها مغفرة، ومن [] [٢] اقترب إلىَّ شبرًا اقتربت إليه ذراعًا، ومن اقترب إليَّ ذراعًا اقتربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".

ورواه مسلم: عن أبي كريب، عن أبي معاوية به. وعن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن الأعمش به. ورواه ابن ماجه: عن علي بن محمد الطنافسي، عن وكيع به.

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلى (٣٨٩): حدثنا شيبان، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس ابن مالك : أن رسول الله، ، قال: "من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرًا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء، فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة [٣] ".

واعلم أن تارك السيئة الذي لا يعملها على ثلاثة أقسام؛ تارة يتركها لله، فهذا تكتب [٤] له حسنة على كفه عنها لله تعالى، وهذا عمل ونية، ولهذا جاء أنه يكتب له حسنة، كما جاء فى بعض ألفاظ الصحيح (٣٩٠): " فإنما تركها من جرائي [٥] " أي: من أجلي. وتارة يتركها نسيانًا وذهولًا عنها، فهذا لا له ولا عليه؛ لأنه لم ينو خيرًا ولا فعل شرًا. وتارة يتركها عجزًا وكسلًا عنها، بعد السعي في أسبابها والتلبس بما يقرب منها، فهذا يتنزل منزلة فاعلها، كما جاء [في الحديث] [٦] فى الصحيحين (٣٩١) [عن النبي أنه قال] [٧]: " إذا تواجه


(٣٨٩) - صحيح، أبو يعلى في مسنده (٦/ ٣٤٥١) وذكره الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ١٤٨) وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" وهو جزء من حديث الإسراء الطويل الذي أخرجه أحمد (٣/ ١٤٨، ١٤٩)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: الإسراء برسول الله إلى السماوات، وفرض الصلوات (٢٥٩) (١٦٢).
(٣٩٠) - أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب: الإيمان، باب: إذا همَّ العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب (٢٠٥) (١٢٩) من طريق همام بن مُنبِّه عن أبي هريرة به ومن وجه آخر عن أبي هريرة، أخرج البخاري في صحيحه، كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ﴾. (٧٥٠١) بلفظ: " … يقول الله إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلى فاكتبوها له حسنة".
(٣٩١) - صحيح، تقدم تخريجه [سورة المائدة/ آية ٢٨].