للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ﴾ الآية، وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾.

فأخبر تعالى أنه [١] بعث رسله بالإسلام، ولكنهم متفاوتون فيه، بحسب شرائعهم الخاصة التي ينسخ بعضها بعضًا، إلى أن نسخت بشريعة محمد التي لا تنسخ أبد الآبدين، ولا تزال قائمة منصورة، وأعلامها مشهورة إلى قيام الساعة، ولهذا قال : "نحن معاشر الأنبياء أولاد [٢] علات ديننا واحد" (٤٠٥)، فإن أولاد العلات: هم الأخوة من أب واحد وأمهات شتى، فالدين واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وإن تنوعت الشرائع التى هي بمنزلة الأمهات، كما أن إخوة الأخياف عكس هذا: بنو [٣] الأم الواحدة من آباء شتى، والأخوة الأعيان: الأشقاء [٤] من أب واحد وأم واحدة، والله أعلم.

وقد قال الإمام أحمد (٤٠٦): حدثنا أبو سعيد، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي ، أن رسول الله كان إذا كبر استفتح ثم قال: " ﴿وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾، ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ [٥] الْمُسْلِمِينَ﴾، اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت [أنت] [٦] ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لى ذنوبي جميعًا لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك". ثم ذكر تمام الحديث فيما يقوله في الركوع والسجود والتشهد، وقد رواه مسلم في صحيحه.

﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا


(٤٠٥) - صحيح، تقدم في هذه السورة برقم (٣٨٦).
(٤٠٦) - صحيح، "المسند" (١/ ٩٤) (٧٢٩) وأخرجه أيضًا (١/ ٩٣، ١٠٢، ١٠٣، ١١٩)، ومسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الدعاء فى صلاة الليل وقيامه (٧٧١)، وأبو داود (٧٤٤، ٧٦٠، ٧٦١، ١٥٠٩)، والترمذي (٢٦٦، ٣٤١٨، ٣٤١٩)، والنسائى (٢/ ١٣٠،١٢٩، ١٩٢، ٢٢٠، ٢٢١)، وابن ماجه (٨٦٤، ١٠٥٤) من طرق عن عبد الرحمن الأعرج به مطولًا ومختصرًا.