محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن [أبي عياش][١]، عن جابر بن [٢] عبد الله، قال: ضحى رسول الله ﷺ في يوم عيدٍ بكبشين، وقال حين [ذبحهما][٣]: ﴿وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾، ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾.
وقوله: ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾، قال قتادة: أي من هذه الأمّة.
وهو كما قال، فإن جميع الأنبياء قبله كلهم كانت دعوتهم إلى الإسلام، وأصله عبادة الله وحده لا شريك له، كما قال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي [٤] إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾، وقد أخبر تعالى عن نوح أنه قال لقومه: ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٣٠) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٣١) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٣٢)﴾، وقال يوسف ﵇: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾، وقال موسى: ﴿يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (٨٤) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٨٥) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٨٦)﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا
= وإنما ذكروه في الرواة عن المعافري" قلت: ويؤيده أيضًا أنهم ذكروا المعافري هذا في شيوخ خالد بن أبى عمران التجيبي، وقد أخرج أحمد هذا الحديث في "المسند" (٣/ ٣٧٥)، وكذا ابن خزيمة فى صحيحه (٤/ ٢٨٩٩)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٤٦٧) من طريق ابن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن خالد بن أبى عمران، عن أبي عياش عن، جابر به، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو مع كونه خلا من عنعنة ابن إسحاق إلا أن أبا عياش هذا مجهول الحال، ولم يخرج له مسلم، ولحديث جابر طرق أخرى بألفاظ أخر صحيحة انظرها فى "الإرواء" (٤/ رقم ١١٣٨) ولهذا اللفظ شاهد من حديث عمران بن حصين عند الحاكم (٤/ ٢٢٢) وصحح إسناده فرده الذهبي بأن في إسناده: "أبا حمزة - وهو الثمالي - ضعيف جدًّا، وابن إسماعيل - وهو النضر بن إسماعيل البجلي - ليس بذاك" ولهذا كان من نصيب ضعيفة الألباني (٢/ رقم ٥٢٨).