للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم يومئذ: "لتعلم [١] يهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة".

أصل الحديث مخرج في الصحيحين (٤٠٣)، والزيادة لها شواهد من طرق عدة، وقد استقصيت طرقها في شرح البخاري، ولله الحمد والمنة.

وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يأمره تعالى أن يخبر المشركين، الذين يعبدون غير الله، ويذبحون لغير اسمه: أنه مخالف لهم في ذلك، فإن صلاته لله، ونسكه على اسمه وحده لا شريك له، وهذا كقوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ أي: أخلص له صلاتك وذبحك [٢]، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره الله تعالى بمخالفتهم، والانحراف عما هم فيه، والإِقبال بالقصد والنية والعزم على الإِخلاص لله تعالى.

قال مجاهد في قوله: ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾ [قال] [٣] النسك: الذبح في الحج والعمرة.

وقال الثوري: عن السدي، عن سعيد بن جبير ﴿وَنُسُكِي﴾ قال: ذبحي. وكذا قال السدي والضحاك.

وقال ابن أبي حاتم (٤٠٤): حدثنا محمد بن عوف، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي [٤]، حدثنا


(٤٠٣) - البخاري، كتاب: الصلاة، باب: أصحاب الحراب في المسجد (٤٥٤)، - وانظر أطرافه ثمة - ومسلم، كتاب: صلاة العيدين، باب: الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد (٨٩٢).
(٤٠٤) - إسناده ضعيف، في تفسيره (٥/ ٨١٨٣)، وأخرجه الدارمي (١٩٥٢)، والبيهقي في "الكبرى" (٩/ ٢٨٧) من طريق أحمد بن خالد به، وأبو داود، كتاب: الضحايا، باب: ما يستحب من الضحايا (٢٧٩٥) - ومن طريقه البيهقي - وابن ماجه، كتاب: الأضاحي، باب: أضاحي رسول الله (٣١٢١)، والمزي في "تهذيب الكمال" [(٣٤/ ١٦٣)، ت/ أبى عياش المعافري المصري، من طريق محمد بن إسحاق به، وإسناده ضعيف، لعنعنة ابن إسحاق وجهالة حال أبى عياش هذا وهو المعافري المصري، وأما ما وقع نسبته عند ابن ماجه بأنه: "أبو عياش الزرقي" - وهما اثنان بهذا الاسم أحدهما صحابى، والآخر تابعي اسمه زيد بن عياش وهو ثقة - فمع كون إسناده لا يسلم من عنعنة ابن إسحاق فهو خطأ، قال الألباني فى "الإرواء" (٤/ ٣٥١): "يؤيده أنهم لم يذكروا في الرواة عنه يزيد بن أبى حبيب =