للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبي سليمان بن جبير بن مطعم، سمعت عبد الله بن عمر [١] يقول: لم يكن رسول الله، ، يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يُمسي: "اللَّهم، إنِّي أسألك العافية في الدُّنيا والآخرة، اللَّهم إنِّي أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللَّهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"، قال وكيع: ["من تحتي"] [٢] يعني: الخسف.

ورواه أبو داود والنَّسائيُّ وابن ماجة وابن حبان والحاكم من حديث عبادة بن مسلم به [٣]، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨)

أكد (تعالى) اللعنة والطرد والإبعاد والنفي عن محل الملأ الأعلى بقوله: ﴿خْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾.

قال ابن جرير [٤]: أما المذءوم: فهو المعيب، والذام - غير مشدّد -: العيب، يقال: ذأمه يذأمه ذأمًا فهو مذءوم، ويتركون الهمز، فيقولون: ذمته أذيمه ذيمًا وذامًا، والذام والذيم أبلغ في العيب من الذم.

قال: والمدحور: المُقصَى، وهو المبعد المطرود.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما نعرف المذءوم والمذموم إلَّا واحدًا.

وقال سفيان الثوري (٢٤): عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس ﴿خْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾ قال: مقيتًا.

وقال على بن أبي طلحة (٢٥): عن ابن عباس: صغيرًا منفيًّا [٥]. وقال السدي: مقيتًا


(٢٤) - أخرجه ابن جرير (١٢/ ١٤٣١٩) وابن أبي حاتم (٥/ ٨٢٦٦، ٨٢٧١) من طرق عن سفيان به، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير التميمي واسمه أربدة وهو صدوق روي له أبو داود.
(٢٥) - إنما أخرجه ابن جرير (١٢/ ١٤٣٨٦) وابن أبي حاتم (٥/ ٨٢٦٧، ٨٢٧٢) من طريق العوفي عن ابن عباس، به.