للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الآية، وحواء تبع لآدم، والحية إن كان ذكرها صحيحًا فهي تبع لإِبليس.

وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم، ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات، والله أعلم بصحتها، ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم، لذكرها الله تعالى في كتابه أو رسوله .

وقوله [١]: ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ أي: قرار وأعمار مضروبة إلى آجال معلومة، قد جرى بها القلم، وأحصاها القدر، وسطرت في الكتاب الأوَّل.

وقال ابن عباس: ﴿مُسْتَقَرٌّ﴾ القبور. وعنه [قال: ﴿مُسْتَقَرٌّ﴾ فوق] [٢] الأرض وتحتها. رواهما ابن أبي حاتم (٣٣).

وقوله: ﴿قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ﴾ كقوله تعالى: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾، يخبر تعالى أنَّه جعل [٣] الأرض دارًا لبني آدم مدة الحياة الدُّنيا؛ فيها محياهم، وفيها مماتهم وقبورهم، ومنها نشورهم ليوم القيامة [٤] الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين، ويجازي كلًّا بعمله.

﴿يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦)

يمتن تعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والرياش، فاللباس المذكور ها هنا لستر العورات، وهي: السوآت، والرياش والريش: هو [٥] ما يتجمل به ظاهرًا، فالأول من الضروريات، والريش من التكملات والزيادات.

قال ابن جرير [٦]: الرياش في كلام العرب: الأثاث، وما ظهر من الثياب.

وقال على بن أبي طلحة: عن ابن عباس، وحكاه البُخاريّ (٣٤) عنه: الرياش [٧]: المال.


(٣٣) - " التفسير" لابن أبي حاتم (٥/ ٨٣٢١، ٨٣٢٢) ياسنادين حسنين عنه، به.
(٣٤) - صحيح البُخاريّ، كتاب: التفسير، باب: "سورة الأعراف" معلقًا عن ابن عباس، ووصله ابن جرير (١٢/ ١٤٤٢٨) وابن أبي حاتم (٥/ ٨٣٢١) من طريق على بن أبي طلحة عنه، به.