للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والألف واللام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه لله تعالى، كما جاء في الحديث (١٣٢): " اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الحير كله، وإليك يرجع الأمر كله". الحديث.

﴿رَبِّ الْعَالمِينَ﴾

والربُّ هو المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد وعلى المتصرف للإصلاح. وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى، [ولا يستعمل الرب لغير الله بل بالإضافة تقول: رب الدار، رب كذا. وأما الرب فلا يقال إلا لله ﷿، وقد قيل: إنه الاسم الأعظم] [١] والعالمين جمع عالم،


= وروى الطبراني في فضائل عشر ذي الحجة من حديث قيس بن الرببع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي مرفوعًا: "أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". قال الألباني: وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد. رجاله ثقات غير قيس بن الربيع فهو سيئ الحفظ فحديثه حسن بما له من الشواهد.
(١٣٢) - وَرَدَ من حديث حذيفة، وأبي سعيد، وسعد بن أبي وقاص، ، فحديث حذيفة رواه أحمد ٢٣٤٦٢ - (٥/ ٣٩٦): ثنا عفان، ثنا همام، ثنا الحجاج بن فرافصة، حدثني رجل، عن حذيفة بن اليمان: أنه أتى النبي فقال: بينما أنا أصلي، إذ سمعت متكلمًا يقول: اللَّهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، بيدك الخير كله، إليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهل أن تحمد، إنك على كل شيء قدير، اللَّهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني عملًا زاكيًا ترضى به عني. فقال النبي، : "ذاك مَلَك أتاك يعلمك تحميد ربك". وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن حذيفة. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٩٥، ٩٦) وعزاه لأحمد، وقال: "وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات".
وأما حديث أبي سعيد، فرواه البيهقي في شعب الإيمان برقم (٤٤٠٠) والديلمي في الفردوس (٦٨١٧) من طريق خالد بن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري.
وقال البيهقي: قال أبو عبد الله -يعني الحاكم- تفرد به خالد بن يزيد العمري، عن ابن أبي ذئب.
وخالد بن يزيد هذا كذبه أبو حاتم، ويحيى، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات واستنكر له ابن عدي في الكامل عدة أحاديث ثم قال: ولخالد بن يزيد، عن الثوري وابن أبي ذئب وغيرهم غير ما ذكرت وعامتها مناكير.
وأما حديث سعد، فرواه البيهقي في شعب الإيمان برقم (٤٣٩٩) من طريق أبي بلج، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص. وأبو بلج: يحيى بن سليم وثقه جماعة، وضعفه آخرون وقال البخاري: فيه نظر.