للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عباد الله قال: يا رب؛ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى الله فقالا: يا ربنا؛ إنّ عبدًا قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها. قال الله - وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب، إنه قال: لك الحمد يا رب كما في لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال الله لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها".

وحكى القرطبي (١٢٩) عن طائفة أنهم قالوا: قول العبد: الحمد لله رب العالمين أفضل من قوله: لا إله إلا الله؛ لاشتمال الحمد لله رب العالمين على التوحيد مع الحمد.

وقال آخرون: لا إله إلا الله أفضل؛ لأنها تفصل بين الإيمان والكفر، وعليها يقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، كما ثبت في الحديث المتفق عليه (١٣٠).

وفي الحديث الآخر [] (١٣١): " أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له". وقد تقدّم عن جابر مرفوعًا: "أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله". وحسنه الترمذي] [١].


= من طريق صدقة بن بشير، عن قدامة بن إبراهيم، عن ابن عمر ، ورواه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٣٢٩٧)، والبيهقي في الشعب (٤٠٧٧)، وقال البوصيري في الزوائد (٣/ ١٩١): "هذا إسناد فيه مقال، قدامة بن إبراهيم ذكره ابن حبان في الثقات، وصدقة بن بشير لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات. قال: ورواه أحمد من هذا الوجه".
(١٢٩) - القرطبي (١/ ١٣٢).
(١٣٠) - رواه البخاري في كتاب الزكاة، باب: وجوب الزكاة ١٣٩٩، وله طرف في كتاب الجهاد، ورواه مسلم ٣٢: ٣٥ - (٢٠، ٢١).
(١٣١) - رواد الترمذي في السنن برقم (٣٥٨٥) من طريق حماد بن أبي حميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به، بلفظ: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد هو محمَّد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني وليس بالقوي عند أهل الحديث. قال الألباني وإسناده فيه ضعف.
وأخرج الأصبهاني في الترغيب: عن أبي مروان، ثنا عبد العزيز بن محمَّد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب مرسلًا مختصرًا بلفظ: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وإن أفضل ما أقوله أنا وما قال النبيون من قبلي: لا إله إلا الله".
قال الألباني (الصحيحة ١٥٠٢): وهذا مرسل حسن الإسناد، المطلب هو ابن عبد الله بن حنطب صدوق، ومن دونه ثقات رجال مسلم غير أبي مروان، وهو محمَّد بن عثمان بن خالد الأموي صدوق يخطئ كما قال في التقريب. قال حفظه الله: وجملة القول أن الحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد والله أعلم