للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شهاب، عن القاسم بن محمد قال: سمعت رجلًا يسأل ابن عباس عن ﴿الْأَنْفَالِ﴾ فقال ابن عباس، : الفرس من النَّفَل، والسلَب من النفل. ثم عاد لمسألته، فقال ابن عباس ذلك أيضًا. ثم قال الرجل: ﴿الْأَنْفَالِ﴾ التي قال الله في كتابه، ما هي؟ قال القاسم: فلم يزل يسأله حتى كاد يُحرجه، فقال ابن عباس: أتدرون ما مثل هذا؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب.

وقال عبد الرزاق (٧): أخبرنا معمر، عن الزهري، عن القاسم بن محمد قال: قال ابن عباس: كان عمر بن الخطاب، ، إذا سئل عن شيء قال: لا آمرك ولا أنهاك. ثم قال ابن عباس: والله ما بعث الله نبيه، ، إلا زاجرًا آمرًا محلًّا محرمًا. قال القاسم: فسُلِّط على ابن عباس رجل، يسأله [١] عن الأنفال، فقال ابن عباس: كان الرجل يُنَفَّل فرس الرجل وسلاحه، فأعاد عليه الرجل، فقال له مثل ذلك، ثم أعاد عليه حتى أغضبه، فقال ابن عباس: أتدرون ما مَثَل هذا؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر ابن الخطاب، حتى سالت الدماء على [٢] عقبيه - أو على رجليه - فقال الرجل: أما أنت فقد انتقم الله لعمر منك.

وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس، أنه فسر النفل بما ينفله الإِمام لبعض الأشخاص من سَلَب أو نحوه، بعد قَشم أصل المغنم، وهو المتبادر إلى فهم كثير من الفقهاء من لفظ النفَل، والله أعلم.

وقال ابن أبي نجيح (٨): عن مجاهد: إنهم سألوا رسول الله، ، عن الخُمْس بعد الأربعة الأخماس، فنزلت: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ﴾.

وقال ابن مسعود ومسروق: لَا نفَل يوم الزحف، إنما النفل قبل التقاء الصفوف [٣]. رواه ابن أبي حاتم عنهما.

وقال ابن المبارك وغير واحد، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح:


= وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى: ابن أبي شيبة، وأبي عبيد، وعبد بن حميد، والنحاس، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
(٧) - تفسير عبد الرزاق (١/ ٢٣١) وصبيغ هو "ابن عسل" ويقال: "ابن سهل " التميمي. انظر قصته في: الإصابة (٢/ ١٩٨).
(٨) - رواه ابن جرير في تفسيره (١٣/ ١٥٦٤٩).