للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخمس] [١].

(والثالثة): في النفل من الخمس نفسه، وهو أن تحاز الغنيمة كلها، ثم تخمس، فإذا صار الخمس في يدي الإِمام نفل منه على قدر ما ورى.

(والرابعة): في النفل في جملة الغنيمة قبل أن يخمس منها شئ، وهو أن يعطي الأدلاء ورعاة الماشية والسُّوَّاق لها، وفي كل ذلك اختلاف.

قال الربيع: قال الشافعي: الأنفال أن لا يخرج [٢] من رأس الغنيمة قبل الخمس شيء غير السلب.

قال أبو عبيد: والوجه الثاني من النفل: هو شيء زيدوه غير الذي كان لهم، وذلك من خمس النبي، ، فإن له خمس الخمس من كل غنيمة، فينبغي للإِمام أن يجتهد، فإذا كثر العدو، واشتدّت شوكتهم، وقل من بإزائه من المسلمين، نفل منه اتباعًا لسنة رسول الله، ، وإذا لم يكن ذلك لم ينفل.

(والوجه الثالث) من النفل: إذا بعث الإِمام سرية أو جيشًا، فقال لهم قبل اللقاء: من غنم شيئًا [فهو له] [٣] بعد الخمس، فذلك لهم على ما شرط الإِمام؛ لأنهم على ذلك غزوا، وبه رضوا. انتهى كلامه.

وفيما تقدّم من كلامه، وهو قوله: إن غنائم بدر لم تخمس - نظر، ويرد عليه حديث على بن أبي طالب في شارفيه الذين حصلا له من الخمس يوم بدر، وقد بينت ذلك في كتاب السيرة بيانًا شافيًا (٢٥). ولله الحمد والمنة [٤].

وقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ أي: اتقوا الله في أموركم، وأصلحوا فيما بينكم، ولا تظالموا، ولا تخاصموا، ولا تشاجروا، فما آتاكم الله من الهدى والعلم خير مما تختصمون بسببه. ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ أي: في قسمه بينكم على ما أراده [٥] الله، فإنه إنما [٦] قسمه كما أمره الله من العدل والإِنصاف.

وقال ابن عباس (٢٦): هذا تحريج من الله [على المؤمنين] [٧] أن يتقوا ويصلحوا ذات


(٢٥) - السيرة لابن كثير (٢/ ٤٦٦).
(٢٦) - رواه ابن جرير (١٣/ ١٥٦٨١).