للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ أي: المتصفون بهذه الصفات، هم المؤمنون حق الإِيمان.

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني (٢٨): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد السكسكي، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم، عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر برسول الله، ، فقال له: "كيف أصبحت في حارث؟ " قال: أصبحت مؤمنًا حقًّا. قال: "انظر ماذا تقول؛ فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ فقال: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون [١] فيها. فقال: "في حارث، عرفت فالزم" ثلاثًا.


(٢٨) - المعجم الكبير (٣/ ٢٦٦)، وقال الهيثمي في المجمع (١/ ٥٧): "رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه".
وروى هذا الحديث ابن المبارك في الزهد، عن معمر، عن صالح بن مسمار أن النبي قال: "يا حارث … " فذكره، وكذا أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، عن صالح بن مسمار وجعفر بن برقان أن النبي قال للحارث .... فذكره، وأخرجه في التفسير - يعني عبد الرزاق - عن الثوري.
ورواه البزار كما في مختصر زوائد البزار (٢٣) فقال البزار: حدثنا أحمد بن محمد الليثي، ثنا يوسف بن عطة، عن ثابت، عن أنس أن النبي … فذكره إلا أنه سماه حارثة وقال البزار: تفرد به يوسف، وهو لين الحديث.
قال الحافظ في الإصابة: وجاء موصولًا من طريق أخرى، وأخرجه الطبراني ٣٣٦٧ - (٢/ ٣٠٣) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم. وابن منده من طريق سليمان بن سعيد، عن الربيع بن لوط - كلاهما - عن الحارث بن مالك أنه جاء إلى النبي فقال … فذكره.
قال ابن منده: ورواه زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الكريم بن الحارث، عن الحارث بن مالك.
ورواه جرير بن عتبة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أنس أن النبي دخل المسجد فإذا الحارث بن مالك، فحركه برجله .... فذكر الحديث.
وروى البيهقي في الشعب من طريق يوسف بن عطية الصفار، وهو ضعيف جدًّا، عن أنس أن النبي لقي الحارث يومًا فقال: "كيف أصبحت؟ … " الحديث بطوله.
قال البيهقي: هذا منكر، وقد خبط فيه يوسف فقال مرة: الحارث، وقال مرة: حارثة.
وقال أبو عاصم بن خشيش بن أصرم في كتاب الاستقامة له: حدثنا عبد العزيز بن أبان، أخبرنا مالك=