للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه.

ويمتاز ابن كثير في تفسيره بأنه كان يمثل السلف الصالح في آرائهم وتصوراتهم كما بينها القرآن والسنة.

كما يعتبر تفسير ابن كثير من أهم تفاسير المحدثين إن لم يكن أهمها على الإطلاق لاعتبارات كثيرة منها:

* كثرة المصادر التي ذكرها من كتب السنة والتفسير، والإكثار من النقل عنها.

* ذكر الطرق المختلفة للحديث الواحد.

* ذكر المواضع المتعددة للحديث في الكتاب الواحد.

* عدم الاكتفاء بحديث أو اثنين في الموضع الواحد.

* بيان درجة الحديث وذكر الثقات والضعفاء والمجاهيل من الرواة على ضوء ما قاله علماء الجرح والتعديل.

* تحذير ابن كثير المتكرر من الإسرائيليات، والروايات المضطربة في التفسير والحديث ونقده لها.

* يضاف إلى هذا تأخر ابن كثير زمنيًّا -إذ عاش في القرن الثامن الهجري- مما وفَّر تحت يديه عدد هائلًا من المراجع والمصادر في التفسير والحديث، وهذا ما لم يكن متوفرًا لغيره من المفسرين قبله.

لذلك فقد عُدَّ تفسير ابن كثير من أحسن التفاسير وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر محمَّد بن جرير الطبري، كما يقول أبو الأشبال أحمد شاكر رحمه الله تعالى.

بل إنه قد فاقه في جوانب كثيرة، واستدرك عليه كثيرًا من الأمور، ولهذا وضع لهذا التفسير القبول في الأرض، فوجد له رواج بين عوام المسلمين قبل طلبة العلم منهم، ولا نعلم تفسيرًا بلغ في عدد طبعاته مثل هذا الكتاب.

لذلك فقد عزمنا -بعد استخارة المولى أن نخرج هذا التفسير في ثوبٍ قشيب، قلَّ أن تجد مثله - إن شاء الله تعالى - في الطبعات السابقة.

وقبل الشروع في المقصود رأينا أن تقدم بين يدي الكتاب مقدمة متضمنة ثلاثة فصول:

<<  <  ج: ص:  >  >>