للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقول الأول أشهر وأظهر وعليه الأكثر.

[وعن مجاهد أيضًا الإِلّ العهد] [١]. وقال قتادة: الإِل الحلف.

﴿اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١١)

يقول تعالى ذمًّا للمشركين وحثًّا للمؤمنين على قتالهم ﴿اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ يعني: أنهم اعتاضوا عن اتباع آيات الله بما التهوا به من أمور الدنيا الخسيسة ﴿فصدوا عن سبيله﴾ أي: منعوا المؤمنين من اتباع الحق ﴿إنهم ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة﴾ تقدم تفسيره وكذا الآية التي بعدها ﴿فإن تابوا وأقاموا الصلاة﴾ إلى آخرها تقدمت.

وقال الحافظ أبو بكر البزار (٣٨): حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن أبي بكر، حدثنا أبو جعفر الرازي، حدثنا الربيع بن أنس، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله : "من فارق الدنيا على الإخلاص لله وعبادته لا [يشرك به] [٢]، وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض". وهو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم قبل هرج الأحاديث، واختلاف الأهواء، وتصديق ذلك في كتاب الله ﴿فإن تابوا﴾ يقول: فإن خلعوا الأوثان وعبادتها ﴿وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم﴾. وقال في آية أخرى: ﴿فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين﴾.

ثم قال الزار: آخر الحديث عندي والله أعلم فارقها وهو عنه راض، وباقيه عندي من كلام الربيع بن أنس.


(٣٨) - ورواه الحاكم في المستدرك (٢/ ٣٣١) من طريق أحمد بن مهران عن عبيد الله بن موسى بنحوه، ولم يفرق بين المرفوع والموقوف، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" وتعقبه الذهبي قلت: "صدر الحديث مرفوع وسائره مدرج فيما أرى".