يقول تعالى: ﴿وإن نكثوا [١]﴾ هؤلاء المشركون الذين عاهدتموهم على مدة معينة ﴿أيمانهم﴾ أي: عهودهم ومواثيقهم ﴿وطعنوا في دينكم﴾ أي: عابوه وانتقصوه، ومن هاهنا أخذ قتل من سب الرسول - صلوات الله: سلامه عليه - أو من طعن في دين الإِسلام أو ذكره بتنقص، ولهذا قال: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾ أي: يرجعون عما هم فيه من الكفر والعناد والضلال.
وٍ قد قال قتادة وغيره: أئمة الكفر كأبي جهل، وعتبة، وشيبة، وأمية بن خلف، وعدَّد رجالاً.
وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: مرَّ سعد برجل من الخوارج فقال الخارجي: هذا من أئمة الكفر. فقال سعد: كذبت، بل أنا قاتلت أئمة الكفر. رواه ابن مردويه.
وقال الأعمش: عن زيد بن وهب، عن حذيفة أنه قال: ما قوتل أهل هذه الآية بعدُ.
وروي عن علي بن أبي طالب ﵁ مثله.
والصحيح أن الآية عامة وإن كان سبب نزولها مشركي قريش فهي عامة لهم ولغيرهم، والله أعلم.
وقال الوليد بن مسلم (٣٩): حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير: أنه كان في عهد أبي بكر ﵁ إلى الناس حين وجههم إلى الشام قال: إنكم ستجدون قويًّا محَوَّقَة رءوسهم فاضربوا معاقد الشيطان منهم بالسيوف، فوالله لأن أقتل رجلًا منهم أحب إليَّ من أن أقتل سبعين من غيرهم، وذلك بأن الله يقول ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾. رواه ابن أبي حاتم.