للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخر: ما أبالي أن لا [١] أعمل عملًا بعد الإِسلام] [٢] إلا أن أعمر المسجد الحرام. وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم. فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله وذلك يوم الجمعة، ولكن إذا صلينا الجمعة دخلنا على [٣] [النبي فسألناه] [٤]. فنزلت: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ إلى قوله: ﴿لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ﴾.

(طريق أخرى) قال الوليد بن مسلم: حدثني معاوية بن سلام، [عن جده أبي سلام الأسود] [٥]، عن النعمان بن بشير الأنصاري قال: كنت عند منبر رسول الله في نفر من أصحابه فقال رجل منهم: ما أبالى أن لا أعمل لله عملًا بعد الإِسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر: بل عمارة المسجد الحرام. وقال آخر: بل الجهاد في سبيل الله خير مما قلتم فزجرهم عمر بن الخطاب وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله، ، وذلك [٦] يوم الجمعة، ولكن إذا صليت الجمعة دخلت على رسول الله، فاستفتيه [٧] فيما اختلفتم فيه. قال: ففعل فأنزل الله ﷿ ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ إلى قوله ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

رواه مسلم في صحيحه (٥٠)، وأبو داود، وابن جرير وهذا لفظه وابن مردويه، وابن أبي حاتم في تفاسيرهم وابن حبان في صحيحه.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٣) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي


(٥٠) - صحيح مسلم في الإمارة برقم (١٨٧٩) وتفسير الطبري (١٤/ ١٦٩) رقم (١٦٥٥٧) ولم أجده في سنن أبي داود، ولم يعزه المزي له في تحفة الأشراف.