للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إن] [١] هذا عوض ما تخوفتم من قطع تلك الأسواق، فعوضهم الله بما قطع [عنهم من] [٢] أمر الشرك ما أعطاهم من أعناق [٣] أهل الكتاب من الجزية.

وهكذا روي عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة والضحاك وغيرهم.

﴿إن الله عليم﴾ أي: بما يصلحكم ﴿حكيم﴾ أي: فيما بأمر به وينهى عنه؛ لأنه الكامل في أفعاله وأقواله، العادل في خلقه وأمره ، ولهذا عوضهم عن تلك المكاسب بأموال الجزية التي يأخذونها من أهل الذمة، فقال [٤]: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)﴾ فهم في نفس الأمر لما [٥] كفروا بمحمد، ، لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد [٦] من الرسل ولا بما جاءوا به، وإنما يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه، لا لأنه شرع الله ودينه؛ لأنهم لو كانوا مؤمنين بما بأيديهم إيمانًا صحيحًا لقادهم ذلك إلى الإِيمان بمحمد، ؛ لأن جميع الأنبياء بشروا به وأمروا باتباعه، فلما جاء وكفروا به - وهو أشرف الرسل - عُلِمَ أنهم ليسوا متمسكين بشرع الأنبياء [والأقدمين] [٧]؛ لأنه من عند [٨] الله، بل لحظوظهم وأهوائهم، فلهذا لا ينفعهم إيمانهم ببقية الأنبياء وقد كفروا بسيدهم وأفضلهم وخاتمهم وأكملهم، ولهذا قال:

﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ وهذه الآية الكريمة [نزلت] [٩] أول الأمر بقتال أهل الكتاب، بعد ما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين الله أفواجًا فلما [١٠] استقرت [١١] جزيرة العرب، أمَرَ الله رسوله بقتال أهل الكتابين؛ اليهودِ والنصارى، وكان ذلك في سنة تسع، ولهذا تجهز رسول الله، ، لقتال الروم ودعا الناس إلى ذلك وأظهره لهم، وبعث إلى أحياء العرب حول المدينة فندبهم، فأوعبوا [١٢] معه، واجتمع من المقاتلة نحو [من] [١٣] ثلاثين ألفًا [١٤]، وتخلف بعض الناس من أهل المدينة ومن حولها من


[١]- سقط من ت.
[٢]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز.
[٣]- في ز: "أعتاق".
[٤]- في ت: "وقوله تعالى".
[٥]- في ز، خ: "كما".
[٦]- في خ: "يأخذ".
[٧]- في خ: "الأقدمين".
[٨]- سقط من خ.
[٩]- سقط من ز، خ، وأثبتناها لحاجة السياق إليها.
[١٠]- سقط من: ز، خ.
[١١]- في ز، خ: "واستقامت".
[١٢]- أوعبَ القومُ: خرجوا جميعًا.
[١٣]- سقط من خ.
[١٤]- في خ: (ألف).