للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيدينون لها".

وفي المسند أيضًا (٧٥): حدثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي حذيفة، عن عدي بن حاتم سمعه يقول: دخلت على رسول الله، ، فقال: "يا عدي، أسلم تسلم". فقلت: إني من أهل دين. قال: "أنا أعلم بدينك منك". فقلت: أنت أعلم بديني مني؟! قال: "نعم، ألست من الركوسية، وأنت تأكل مرباع قومك؟ ". قلت: بلى! قال: "فإن هذا لا يحل لك في دينك".

قال: فلم يعدُ أن قالها فتواضعتُ لها. قال "أما إني أعلم ما الذي يمنعك من الإِسلام، تقول: إنما اتبعه ضَعَفَةُ الناس ومَنْ لا قوّة له، وقد رمتهم العرب، أتعرف الحيرة؟ ". قلت: لم أرها وقد سمعت بها. قال: "فو الذي نفسي بيده ليتمَّنّ الله هذا الأمر، حتى تخرج الظَّعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت من [١] غير جوار أحد، ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز".

قلت: كسرى بن هرمز؟! قال: "نعم، كسرى بن هرمز، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد" قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت من [٢] غير جوار أحد [٣]، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده، لتكونن الثالثة؛ لأن رسول الله، ، قد قالها.

وقال مسلم (٧٦): حدثنا أبو معن زيد بن يزيد الرقاشي، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة، ، قالت: سمعت رسول الله، ، يقول: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى". فقلت: يا رسول الله، إن كنت لأظن - حين أنزل الله ﷿ ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾. إلى قوله: ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [٤]- أن


= وكذلك شيخه فمن فوقه صرحوا بالسماع. وسليم بن عامر: ثقة. روى له البخاري في الأدب والباقون. وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ثقة، روى له الجماعة. والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٥٤/ رقم: ٦٠١). وابن حبان في الإحسان (١٥/ ٩١ - ٩٤/ رقم: ٦٦٩٩، ٦٧٠١). والحاكم في المستدرك (٤/ ٤٣٠). والبيهقي في السنن (٩/ ١٨١). كلهم من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٤) وقال: "ورجال الطبراني رجال الصحيح".
(٧٥) - المسند (٤/ ٣٧٧، ٣٧٨) رقم (١٩٤٣٥) مطولًا.
(٧٦) - صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، رقم (٢٩٠٧).