للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستطيع أحد منا [أن يترك لولده] [١] مالًا يبقى بعده. فقال عمر: أنا أفرج عنكم. فانطلق عمر واتبعه ثوبان، فأتى النبي، ، فقال: يا نبي الله، إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية. فقال رسول الله، : "إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث من أموال تبقى بعدكم". قال: فكبر عمر، ثم قال له النبي، : "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؛ المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته".

ورواه أبو داود، والحاكم في مستدركه، وابن مردويه من حديث يحيى بن يعلى، به، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه (٨٤).

(حديث آخر) قال الإِمام أحمد (٨٥): حدثنا روح، حدثنا الأوزاعي، عن حسان ابن عطية قال: كان شداد بن أوس، ، في سفر، فنزل منزلا فقال لغلامه: ائتنا بالشفرة (*) نعبث [٢] بها، فأنكرت عليه، فقال: ما تكلمت بكلمه منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها وأزمها غير كلمتي هذه، فلا تحفظوها على واحفظوا ما أقول لكم، سمعت رسول الله، ، يقول: "إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم؛ إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكرَ نعمتِك، وأسألك حسنَ عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، وأسألك لسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب".

وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ أي: يقال لهم هذا الكلام تبكيتًا


(٨٤) سنن أبي داود برقم (١٦٦٤) والمستدرك (٢/ ٣٣٣) قال الذهبي: "وعثمان لا أعرفه والخبر عجيب".
(٨٥) - المسند (٤/ ١٢٣) (١٧١٦٥) والحديث أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب: ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام. (٥/ ٤٤٤) حديث (٣٤٠٧). مقتصرًا على المرفوع. والنسائي في الصلاة (٣/ ٥٤). وفي عمل اليوم والليلة حديث (٨١٢). وابن السني في عمل اليوم والليلة. والطبراني الكبير (٧/ ٣٥١) حديث (٧١٧٥) - (٧١٨٠). وقال أبو عيسى: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه. والحلية ومصنف ابن أبي شيبة، وتاريخ ابن عساكر، وصحيح ابن حبان، والترمذي.
(*) كذا في ز، خ، والمسند: الشفرة (بالشين) ولكن وردت في تاريخ ابن عساكر وترجمة شداد بن أوس - وصحيح ابن حبان، والحلية وغيرها: السفرة (بالسين المهملة). والسفرة: طعام المسافر. ولكن كلا اللفظين غير ملائم للسياق، فلعل باللفظة تحريفًا. ولكن جاء في النهاية: "كان أنس شفرة القوم في سفرهم" وفسر ابن الأثير الشفرة هنا بمعنى الخادم، فلعلها هاهنا أيضًا بهذا المعنى.