للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن كان إنما يخشى من نساء بني الأصفر وليس ذلك به، [فما سقط] [١] فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله ، والرغبة بنفسه عن نفسه - أعظم.

وهكذا روي عن ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد أنها نزلت في الجد بن قيس، وقد كان الجد بن قيس هذا من أشراف بني سلمة. وفي الصحيح: أن رسول الله، ، قال لهم: "من سيدكم [يا بني سلمة] [٢]؟ " قالوا: الجد بن قيس على أنَّا نبخله. فقال رسول الله، : "وأي داء أدوأ من البخل؟ ولكن سيدكم الفتى [الأبيض الجعد] [٣]: بشر بن البراء بن معرور".

وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ أي: لا محيد لهم عنها، ولا محيص ولا مهرب.

﴿إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (٥٠) قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (٥١)

يعلم نبيه، ، بعداوة هؤلاء له؛ لأنه مهما أصابه من حسنة أي: فتح، ونصر، وظفر على الأعداء، مما يَسُرُّه ويَسُرُّ أصحابه ساءهم ذلك ﴿وَإِنْ تُصِبْكَ [٤] مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ﴾ أي: قد احترزنا من متابعته [٥] من قبل هذا ﴿وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ﴾ فأرشد الله تعالى رسوله، ، إلى جوابهم في عداوتهم هذه التامة فقال: ﴿قل﴾ أي: لهم ﴿لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ أي: نحن تحت مشيئة الله وقدره ﴿هُوَ مَوْلَانَا﴾ أي: سيدنا وملجؤنا ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ أي: ونحن متوكلون عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ (٥٢) قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا


[١]- ما بين المعكوفتين في ز: "فأسقط".
[٢]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٣]- في خ: "الجعد الأبيض".
[٤]- في ز: "يصبك".
[٥]- في ز، خ: "مبايعته".