ولكنا قد عرفنا الركاب. قال:"هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، وهل تدرون ما أرادوا؟ " قلنا: لا. قال:"أرادوا أن يزحموا [١] رسول الله، ﷺ، في العقبة فيلقوه منها". قلنا: يا رسول الله، أو لا [٢] تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهِم؟ قال:"لا، أكره أن تتحدث العرب بينها أن محمدًا قاتل بقوم، حتى إذا [٣] أظهره الله [بهم، أقبل][٤] عليهم يقتلهم. ثم قال اللهم ارمهم [٥]، بالدبيلة". قلنا: يا رسول الله؛ وما الدبيلة؟ قال:"شهاب من نار، يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك".
وقال الإمام أحمد (١٦٤)﵀، حدثنا يزيد، أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول الله، ﷺ، من غزوة تبوك، أمر مناديًا فنادى: إن رسول الله، ﷺ، أخذ العقبة فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله، ﷺ، يقوده حذيفة ويسوقه عمار، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، فغشوا [٦] عمارًا وهو يسوق برسول الله، ﷺ، فأقبل [٧] عمار، ﵁، يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله، ﷺ، لحذيفة:"قد قد" حتى هبط رسول الله، ﷺ، [فلما هبط][٨] نزل ورجع عمار، فقال:"يا عمار، هل عرفت القوم؟ " فقال: لقد عرفت عامة الرواحل، والقوم متلثمون. قال:"هل تدرى ما أرادوا؟ " قال: الله ورسوله أعلم، قال:"أرادوا أن ينفروا برسول الله، ﷺ، راحلته [٩] فيطرحوه" قال: فسأل [١٠] عمار رجلاً من أصحاب رسول الله، ﷺ، فقال: نشدتك بالله، كم تعلم كان [١١] أصحاب العقبة؟ قال: أربعة عشر رجلًا [١٢]. فقال: إن كنت منهم فقد كانوا خمسة عشر. قال: فعذر رسول الله، ﷺ، منهم ثلاثة قالوا: والله ما سمعنا منادي رسول الله، ﷺ، وما علمنا ما أراد القوم، فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
وهكذا روى ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير نحو هذا، وأن رسول الله، صلى
(١٦٤) - المسند (٥/ ٤٥٣) رقم (٢٣٨٩٩)، وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٩٥): "رجال رجال=