للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عليه وسلم، أمر أن يمشي الناس في بطن الوادي، وصعد هو وحذيفة وعمار العقبة، فتبعهم هؤلاء النفر الأرذلون وهم متلثمون، فأرادرا سلوك العقبة، فأطلع الله على مرادهم رسول الله، ، فأمر حذيفة فرجع إليهم فضرب وجوه رواحلهم، ففزعوا ورجعوا مقبوحين [١]، وأعلم رسول الله، ، حذيفة وعمارًا بأسمائهم، وما كانوا هموا به من الفتك به - صلوات الله وسلامه عليه - وأمرهما أن يكتما [٢] عليهم (١٦٥).

وكذا [٣] روى يونس بن بكير عن ابن إسحاق، إلا أنه سمى جماعة منهم، فالله أعلم (١٦٦).

وكذا قد حكي في معجم الطبراني. قاله البيهقي.

ويشهد لهذه القصة بالصحة ما رواه مسلم (١٦٧):

حدثنا زهير بن حرب، حدثنا أبو أحمد الكوفي، حدثنا الوليد بن جُمَيع، حدثنا أبو الطفيل قال: كان بين [٤] رجل من أهل العقبة [وبين حذيفة بعضُ ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله، كم كان أصحاب العقبة؟] [٥] قال: فقال [٦] له القوم: أخبره إذ سألك. قال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله ، ولا علمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة فمشى فقال: "إن الماء قليل، فلا يسبقني إليه أحد". فوجد قومًا قد سبقوه فلعنهم يومئذ.

وما رواه مسلم أيضًا (١٦٨): من حديث قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس بن عباد، عن عمارِ بن ياسر قال: أخبرني حذيفة، عن النبي، ، أنه قال: "في أصحابي اثنا عشر منافقًا، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل [٧] في سم الحياط، ثمانية


= "الصحيح".
(١٦٥) - رواه البيهقي في دلائل النبوة (٥/ ٢٥٦).
(١٦٦) - دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٢٥٧).
(١٦٧) - صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم رقم (٢٧٧٩).
(١٦٨) - صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم رقم (٢٧٧٩).