للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم تكفيكهم الدبيلة [١]: سراج من نار يظهر بين أكتافهم حتى ينجم من صدورهم". ولهذا كان حذيفة يقال له: صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، أي: من تعيين جماعة من المنافقين وهم هؤلاء، قد أطلعه [] [٢] عليهم رسول الله، ، دون غيره، والله أعلم.

وقد ترجم الطبراني في مسند حذيفة تسمية أصحاب العقبة، ثم روى عن عَلى بن عبد العزيز، عن الزبير بن بكار، أنه قال: هم معتب بن قشير [٣]، ووديعة بن ثابت، وجد بن عبد الله بن نبتل [٤] بن الحارث من بني عمرو بن عوف، والحارث بن يزيد الطائي، وأوس بن قيظي، والحارث بن سويد، وسعد بن زرارة [٥]، وقيس بن فهد، وسويد وداعس من بنى الحبلي، وقيس بن عمرو بن سهل، وزيد بن اللصيت، وسلالة بن الحمام وهما من بني قينقاع أظهروا [٦] الإسلام (١٦٩).

وقوله تعالى ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ أي: وما للرسول عندهم ذنب إلا أن الله أغناهم ببركته [ويمن سِفارته] [٧]، ولو تمت عليهم السعادة لهداهم الله لما جاء به، كما قال، ، للأنصار: "ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي" كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله [٨] أمنّ.

وهذه الصيغة تقال حيث لا ذنب، كما قال تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ الآية [٩]. وكما قال : "ما ينقم ابن جميل إلا أن كان فقيرًا فأغناه الله".

ثم دعاهم الله إلى التوبة فقال: ﴿فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ أي: وإن يستمروا على طريقهم ﴿يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي﴾ أي: بالقتل والهم والغم، ﴿وَالْآخِرَةِ﴾ أي: بالعذاب والنكال والهوان والصغار ﴿وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ أي: وليس لهم أحد يسعدهم ولا ينجدهم، ولا يحصل لهم خيرًا، ولا يدفع عنهم شرًّا.


(١٦٩) - المعجم الكبير (٣/ ١٦٥ - ١٦٧).