للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مضرة لهم فيجتنبوه.

﴿لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٨٩)

لما ذكر تعالى ذم المنافقين، بين ثناءه [١] على [٢] المؤمنين، وما لهم في آخرتهم، فقال: ﴿لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا﴾ إلى آخر الآيتين من بيان حالهم ومآلهم.

وقوله: ﴿وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ﴾ أي: فى الدار الآخرة في جنات الفردوس والدرجات العلى.

﴿وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٩٠)

ثم بين تعالى حال ذوي الأعذار فى ترك الجهاد، الذين جاءوا رسول الله، ، يعتذرون إليه، ويبينون له ما هم فيه من الضعف وعدم القدرة على الخروج، وهم من أحياء العرب ممن حول المدينة.

قال الضحاك، عن ابن عبَّاس: إنه كان يقرأ ﴿وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ﴾ بالتخفيف ويقول: هم أهل العذر. وكذا روي [عن] [٣] ابن عيينة، عن حميد، عن مجاهد سواء.

قال ابن إسحاق: وبلغني أنهم نفر من بني غفار منهم [٤]: خُفَافُ [٥] بنُ إيماء بن رَحَضَة.

وهذا القول هو الأظهر [٦] في معنى الآية؛ لأنه قال بعد هذا: ﴿وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ أي: لم يأتوا فيعتذروا.

وقال ابن جريج، عن مجاهد ﴿وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ﴾ قال: نفر من بني غفار


[١]- في ز: "ثناء".
[٢]- سقط من: ز.
[٣]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ.
[٤]- سقط من: ز، خ.
[٥]- في ز: "حُفَافُ".
[٦]- في ز: "أظهر".