للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في رواية: بالجوع وعذاب القبر، ثم يردون إلى عذاب عظيم.

وقال ابن جريج: عذاب في [١] الدنيا وعذاب في [٢] القبر ﴿ثم يردون إلى عذاب عظيم﴾ النار.

وقال الحسن البصري: عذاب في الدنيا وعذاب في القبر.

وقال عبد الرحمن بن زيد: أما عذاب في الدنيا فالأموال والأولاد، وقرأ [قول الله] [٣]: ﴿فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا﴾ فهذه المصائب لهم عذاب وهي للمؤمنين أجر، وعذاب في الآخرة في النار ﴿ثم يردون إلى عذاب عظيم﴾ قال: النار.

وقال: محمد بن إسحاق ﴿سنعذبهم مرتين﴾ قال: هو - فيما بلغنى - ما هم فيه من أمر الإسلام، وما يدخل عليهم من غيظ [٤] ذلك على غير حسبة، ثم عذابهم في القبور إذا صاروا إليها، ثم العذاب العظيم الذي يردون إليه عذاب الآخرة والخلد فيه.

وقال سعيد، عن قتادة في قوله: ﴿سنعذبهم مرتين﴾ عذاب الدنيا وعذاب القبر ﴿ثم يردّون إلى عذاب عظيم﴾ و [٥] ذكر لنا أن نبي الله، ، أسرَّ إلى حذيفة باثني عشر رجلًا من المنافقين، فقال: "ستة منهم تكفيكهم الدبيلة [٦] (*): سراج من نار جهنم يأخذ في كتف أحدهم حتى يفضى إلى صدره، وستة يموتون موتًا"، وذكر لما أن عمر ابن الخطاب، ، كان إذا مات رجل ممن يرى أنه منهم، نظر إلى حذيفة، فإن صلى عليه وإلا [٧] تركه، وذكر لنا أن عمر قال لحذيفة: أنشدك بالله، أمنهم أنا؟ قال: لا، ولا أومِن [٨] منها أحدًا بعدك (٢٢١).

﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٠٢)


(٢٢١) - رواه الطبرى في تفسيره (١٤/ ٤٤٣) رقم (١٧١٣٠).
(*) - الديبلة: خراج ودمل كبير يظهر في الجوف فيقتل صاحبه غالبًا.