للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال رسول الله، : "اللهم؛ اجعل له لسانًا ذاكرًا، في قلبًا شاكرًا، وارزقه حبي وحب من يحبني، وصير أمره إلى خير". فقال: يا رسول الله، إنه كان في أصحاب من المنافقين، في كنت رأسًا فيهم أفلا آتيك بهم؟ قال: "من أتانا استغفرنا له، ومن أصر على دينه فالله أولى به، ولا تخرقن على أحد سترًا" (٢١٨).

قال: وكذا رواه أبو أحمد الحاكم عن أبي بكر الباغندي عن هشام بن عمار، به.

وقال عبد الرزاق (٢١٩): أخبرنا معمر، عن قتادة في هذه الآية أنه قال: ما بال أقوام يتكلفون علم الناس، فلان في الجنة وفلان في النار، فإذا سألت أحدهم عن نفسه قال: لا أدري، لعمري أنت بنفسك [١] أعلم منك بأحوال الناس! ولقد تكلفت شيئًا ما تكلفه الأنبياء قبلك، قال نبي الله نوح : ﴿وما علمي بما كانوا يعملون﴾. وقال نبي الله شعيب : ﴿بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ﴾. وقال الله تعالى لنبيه، : ﴿لا تعلهم نحن نعلمهم﴾.

وقال السدي (٢٢٠)، عن أبي مالك، عن ابن عباس في هذه الآية قال: قام رسول الله، ، خطبًا يوم الجمعة فقال: "اخرج يا فلان؛ فإنك منافق، واخرج يا فلان؛ فإنك منافق". فأخرج من المسجد ناسًا منهم فضحهم [٢]، فجاء عمر وهم يخرجون من المسجد، فاختبأ منهم حياء أنه لم يشهد الجمعة، وظن أن الناس قد انصرفوا، واختبئوا هم من عمر ظنوا أنه قد علم بأمرهم، فجاء عمر فدخل المسجد، فإذا الناس لم يصلوا، فقال له رجل من المسلمين: أبشر [٣] [يا عمر] [٤]؛ قد فضح الله المنافقين اليوم. قال ابن عباس: فهذا العذاب الأول حين أخرجهم من المسجد، والعذاب الثانى عذاب القبر.

وكذا قال الثوري، عن السدي، عن أبي مالك نحو هذا.

وقال مجاهد في قوله: ﴿سنعذبهم مرتين﴾ يعني: القتل والسباء.


(٢١٨) - انظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (٢٩/ ٧٦).
(٢١٩) - تفسير عبد الرزاق (١/ ٢٥٣).
(٢٢٠) - رواه الطبري في تفسيره (١٤/ ٤٤١) رقم (١٧١٢٢).